للذي ماتت زوجته، وامرأة أرملة للذي مات زوجها، سواء كانا غنيين أو فقيرين. والمرأة هنا المسكينة التي لا كافل لها، وقد يقيد به ما سلف قريبًا، والأظهر أن المرأة مطلقًا موصّى فيها بتقوى الله، وإن خصَّت امرأة كما هنا فهو لزيادة تأكيد في بعض الأفراد (واتقوا الله في الصبي اليتيم) هو من لا أب له ولم يبلغ سن التكليف (هب (١) عن أنس) قال: كنا عند رسول - صلى الله عليه وسلم - حين حضرته الوفاة، فقال لنا:"اتقوا الله ... " إلى آخره، وفيه بشر بن منصور الحناط أورده الذهبي في الضعفاء والمصنف رمز لحسنه.
١٢٨ - " اتقوا الله، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم (ت حب ك) عن أبي أما مة (صح) ".
(اتقوا الله وصلوا خمسكم) عطف على مقدر أي اتقوه في كل شيء، وصلوا تخصيص بعد التعميم، ويحتمل أنه استئناف ونسبها إليهم لتعلق الوجوب بهم، وملابسة الإتيان بها منهم (وصوموا شهركم) أراد به رمضان، ونسبه إليهم لذلك، وأطلقه للعلم به، (وأدوا زكاة أموالكم) اشتمل الحديث على الثلاثة من أركان الإِسلام، ولم يذكر الحج كأنه قبل فرضه، أو لأن هذه الأمور لتكررها كل يوم، وكل عام تثقل أداؤها، فخصّها بالأمر والتوصية [ص: ٦١] وقد ذكر الحج في رواية أخرى، ورواه الخلعي في فوائده بلفظ:"وحجوا بيت ربكم"، وأما الشهادتان فهذه الأمور فروعها لا يتم إلا فيمن يأتي بها أولاً (وأطيعوا ذا أمركم) صاحب الأمر فيكم، والمراد به السلطان والأمر بطاعته فيما هو طاعة، وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما قيدته الأحاديث الكثيرة (تدخلوا جنة
(١) أخرجه البيهقي في الشعب (١١٠٥٣)، وفي إسناده بشر بن منصور الحناط قال الذهبي في "المغني" (٩٢٤): شيخ لأبي سعيد الأشج فيه جهالة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١١٨).