للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(اتقوا الدنيا) الاغترار بها، وقد حذّرت عنها الآيات والأحاديث (واتقوا النساء) عطف خاص على عام إذ النساء من الدنيا كما سلف في شرح أول أحاديث في الكتاب (فإن إبليس طلاع) بزنة صراب مشدَّدا، في القاموس (١): رجل طلاع الثنايا، والأنجد كشداد مجرب للأمور ممارس ركاب لها يعلوها ويقهرها بمعرفته وتجاربه وجودة رأيه (رصَّاد) برايته بالمهملتين، في القاموس (٢): رصَّاد من رَصده رَصْدًا ورَصدَا راقبه، والمعنى: احذروا فتنة الدنيا والنساء، فإن إبليس خابر للأمور التي بها إضلالكم وفتنتكم، ومن أين يأتيكم ومع ذلك فهو مرتقب عريكم ناظر لمواقيت غفلتكم (وما هو بشيء من فخوخه) بالفاء ومعجمتين بزنة فلوس جمع فخ، والفخ المصيدة تجمع على فخاخ وفخوخ (بأوثق لصيده في الأتقياء) قيده به إعلامًا بأنَّه أعدَّ الفتنة من النساء لأبعد الناس عن الاغترار به، وهم الأتقياء فكيف بغيرهم (فر عن (٣) معاذ) رمز المصنف لضعفه لأن فيه هشام بن عمار، قال أبو حاتم: صدوق تغيّر وكان يلقن الحديث، وفيه غيره ممن اتهم بالوضع.

١٣٥ - " اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة (حم طب هب) عن ابن عمر (صح) ".

(اتقوا الظلم) الظلم هو الجور ومجاوزة الحد، والمعنى احذروا عقوبة الظلم (فإن الظلم) لصاحبه (ظلمات يوم القيامة) يحتمل أن الله تعالى يجعل المعنى جسمًا فيكون الظلم ظلمة حقيقية تعم صاحبها من جميع جهاته، يوم


(١) القاموس (ص ٩٦١).
(٢) القاموس: (ص ٣٦١).
(٣) أخرجه الديلمي في الفردوس (١٣٠٢)، وفي إسناده سعيد بن سنان قال في التقريب (٢٣٣٣): متروك رماه الدارقطني وغيره بالوضع.
وقال الألباني في ضعيف الجامع (١١٦)، والسلسلة الضعيفة (٢٠٦٥): موضوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>