للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

"القرآن ذلول ذو وجوه فأحملوه على أحسن وجوهه"، أخرجه أبو نعيم (١) وغيره من حديث ابن عباس، فقوله: "ذلول" يحتمل معنيين: أحدهما: أنه مطيع لحامليه، تنطق به ألسنتهم، والثاني: أنه موضح لمعانيه، حتى لا يقصر عنه إفهام المجتهدين، وقوله: "ذو وجوه" يحتمل: أن من ألفاظه ما يحتمل وجوهاً من التأويل، أو أنه قد جمع وجوهًا من الأوامر والنواهي والترغيب والترهيب والتحليل والتحريم، وقوله: "فأحملوه على أحسن وجوهه" هكذا عبارته، وكأنه يحتمل أحد معنيين: أحدهما: الحمل على أحسن معانيه، والثاني: أحسن ما فيه من العزائم دون الرخص، والعفو دون الانتقام، وفيه دلالة ظاهرة على جواز الاستنباط والاجتهاد في كتاب الله انتهى. (حم ت (٢) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه وقال الشارح: رمز المصنف لحسنة اغتراراً بالترمذي، وقال ابن القطان: ينبغي أن يضعف، فإن فيه سفيان بن وكيع، قال أبو زرعة: متهم بالكذب [ص:٦٣] لكن ابن أبي شيبة رواه بسند صحيح، قال ابن القطان (٣): فالحديث صحيح من هذا الطريق لا من الطريق الأول. انتهى.

١٣٤ - " اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن إبليس طَلَّاع رَصَّاد حَصَّاد. وما هو بشيء من فُخُوخه بأوثق لصيده في الأتقياء من فُخُوخة النساء (فر) عن معاذ (ض) ".


(١) أخرجه الدارقطني في السنن (٤/ ١٤٤).
(٢) أخرجه أحمد (١/ ٣٢٣)، والترمذي (٢٩٥١) وقال: حسنٌ، وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٢٥٢) وينبغي أن يقال فيه: ضعيف إذ فيه سفيان بن وكيع، قال أبو زرعة: متهم بالكذب. وكذلك في إسناده عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف. انظر ميزان الاعتدال (٤/ ٢٣٥) ت (٤٧١١٣) والتقريب (٣٧٣١)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (١١٤)، وفي السلسلة الضعيفة (١٧٨٣).
(٣) بيان الوهم والإيهام (٤/ ٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>