للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ذر الناس) الخطاب لمعاذ لما قال له - صلى الله عليه وسلم -: إن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة فقال: ألا أخبرهم فقاله. (يعملون) لم يجزمه لأنه لم يقصد السببية. (فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض) ودخول الجنة وإن كان بفضل الله سبحانه يرفع المنازل فيها بالأعمال على المختار. (والفردوس أعلاه) أي أعلا ما ذكر وفي نسخة أعلاها أي الجنة. (درجه وأوسطها) أي خيارها. (وفوقها عرشُ الرحمن) وقد جاء أنه سقفها. (ومنها تفجّر أنهار الجنة) الأربعة كما سلف. (فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس) فإنه أكرم المسئولين فيسأل خير ما خلقه قال ابن القيم (١): أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وأعلاها ذات عرش الرحمن وكلما قرب إلى العرش كان أنور وأزهر فلذا كان الفردوس أعلى الجنان وأفضلها. (حم ن) (٢) عن معاذ) - رضي الله عنه - رمز المصنف لصحته، في التعليل إعلام بأن دخول الجنة بقول لا إله إلا الله ورفع المنازل بالأعمال فنهى - صلى الله عليه وسلم - معاذاً عن إعلامهم لئلا يتكلوا فيفوتهم رفع الدرجات.

٤٣٠٧ - "ذروا الحسناء العقيم وعليكم بالسوداء الولود". (عد) عن ابن مسعود (ض).

(ذروا الحسنى العقيم) أي اتركوا التزوج بها إن اتصفت بعدم الولادة. (وعليكم بالسوداء الولود) كان الأظهر في المقابلة للحسناء القبيحة إلا أنه عبر بالسواد لأنه تستلزمه مستقبح عند الأكثر وتمامه عند أبي يعلى "فإني مكاثر بكم الأمم حتى بالسقط يظل يتخبط بباب الجنة ويقال له أدخل فيقول: حتى يدخل والدي معي" انتهى. (عد) (٣) عن ابن مسعود) فيه حسان بن الأزرق ضعفه


(١) ابن القيم في الفوائد (١/ ٢٧).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٤٠)، والترمذي (٢٥٣٠)، صححه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٢٩).
(٣) أخرجه ابن عدي في الكامل (٢/ ٣٧١)، وانظر الميزان (٢/ ٢٢٣)، واللسان (٢/ ١٨٧)، وقال=

<<  <  ج: ص:  >  >>