للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالنسبة إلى المدينة وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر حتى مزق ملكهم ثم استمرت الفتنة بعد الفتنة من تلك الجهة. (والفخر) ادعاء الشرف والعظم. (والخيلاء) احتقار الناس. (في أهل الخيل والإبل والفدّادين) بالفاء وتشديد المهملة آخره مهملة الذين يرفعون أصواتهم في حروثهم ومواشيهم واحدهم فداد قاله في النهاية (١). (أهل الوَبر) بالتحريك فموحدة وهم أهل البادية (والسكينة) فعيلة من السكون هي الوقار والتواضع والطمأنينة والرحمة. (في أهل الغنم) لأنهم دون أهل الوبر في التوسع والكثرة ولأن الغنم فيها البركة (مالك (ق) (٢) عن أبي هريرة).

٤٣٥٧ - "رأس هذا الأمر الإِسلام، ومن أسلم سلم، وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد، لا يناله إلا أفضلهم". (طب) عن معاذ (صح).

(رأس هذا الأمر) أي الدين والعبادة. (الإِسلام) أي الانقياد لله ولرسوله فإنه بمنزلة الرأس من جميع الأعمال [٢/ ٥٢٥] الدينية والقرب ونحوها فإذا بعد فلا أثر لشيء مما عداه كما أن الحيوان إذا ذهب رأسه لانتفاء سائر بدنه فائدة. (ومن أسلم سلم) أي عن شرور الدنيا لأنه يحقن دمه وماله وأهله وعن شرور الآخرة. (وعموده) الذي يقوم عليه ويعتمده. (هو الصلاة) فإنها المقيمة لشعار الدين الرافعة لمنار الإِسلام كما أن عمود البيت الذي يقيمه. (وذروة) بفتح أوله وضمه قيل وكسره. (سنامه) أي أعلاه. (الجهاد) فإنه أعلى أنواع العبادة من حيث إن به ظهور دين الإِسلام. (لا يناله إلا أفضلهم) دينا وليس ذلك كغيره من العبادات فهو أعلى من هذه الجهة وإن فضله غيره من جهات. قال ابن الزملكاني: قد استبان من هذا ونحوه أن العبادات والقربات فيها فاضل ومفضول وقد دل


(١) النهاية في غريب الحديث (٣/ ٨٠٢).
(٢) أخرجه مالك (١٧٤٣)، والبخاري (٣١٢٥)، ومسلم (٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>