بين الصفوف بحيث لا يتسع صفين لصف بينهما. (وحاذوا بالأعناق) بالذال المعجمة من المحاذاة المساواة أي يكون عنق كل منكم على سمت عنق الآخر أي لا يرتفع بعضكم على بعض ولا عبرة بالأعناق أنفسها إذ ليس على الطويل ولا له أن ينحني حتى يحاذي عنقه عنق القصير الذي بجنبه، ذكره القاضي، وتمام الحديث:"فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف" بالحاء المهملة والذال المعجمة والفاء غنم سود صغار، قال الزمخشري: سميت به لأنها محذوفة عن المقدار الطويل. (ن)(١) عن أنس) رمز المصنف لصحته وقد أخرجه أبو داود أيضًا بلفظه.
٤٣٦٠ - "رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق فقال له أسرقت قال كلا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى: آمنت بالله وكذبت عيني". (حم ق ن هـ) عن أبي هريرة (صح).
(رأى عيسى ابن مريم رجلاً يسرق) لم يسم الرجل ولا المسروق (فقال له: أسرقت؟) بهمزة الاستفهام وروي بدونها قال القرطبي: ظاهر قول عيسى سرقت أنه خبر عما فعل من السرقة وكأنه حقق السرقة عليه لأنه أخذ مال غيره ويحتمل أنه استفهام حذفت همزته وحذفها قليل. (قال: كلا) حرف ردع أي ليس الأمر كما قلت ثم أكد ذلك بالحلف بقوله: (والذي) وفي رواية: "لا والله الذي". (لا إله إلا هو، فقال عيسى: آمنت بالله) أي صدقت من حلف بالله فإن المؤمن الكامل لا يحلف بالله كاذباً. (وكذبت عينيَّ) بتشديد المثناة وبتخفيفها أي كذبت ما رأيته من سرقته لاحتمال أنه أخذ بإذن صاحبه أو لأنه قام له أن فيه حقا له وهذا خرج مخرج المبالغة في تصديق الحالف لا أنه كذّب نفسه وعينه
(١) أخرجه أبو داود (٦٦٧) والنسائي في المجتبى (٢/ ٩٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٥٥).