للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: لا؛ لأنه لو لزمنا لأمرنا به ولم نكتف بغسل الملائكة لأنهم لا يسقطون ما كلفنا به بفعلهم. (طب) (١) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه ورواه عنه الديلمي أيضاً.

٤٣٦٣ - "رأيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمَّد أقرئ أمتك السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التوبة عذبة الهاء وأنها قيعان وغراسها قول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله". (طب) عن ابن مسعود (صح).

(رأيت إبراهيم الخليل ليلة أسري بي فقال: يا محمَّد أقرئ أمتك) الأمة المجيبة. (السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان) جمع قاع الأرض المستوية التي لا غراس فيها ولا أبنية، قال الطيبي: هنا إشكال إذ ذلك يدل على أن أرض الجنة خالية عن الأشجار والقصور وقوله تعالى: {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [التحريم:٨] تدل على أنها غير خالية إذ لا تسمى جنة إلا لما فيه من الأشجار المتكاثفة.

وجوابه: أنها كانت قيعانا ثم أوجد فيها القصور والأشجار على حسب أعمال العاملين لكل ما يختص به على حسب عمله. (وغراسها) جمع غرس وهو ما يغرس.

(سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله) أي أعلمهم أن هذه الكلمات تورث قائلها الجنة لأن الساعي في اكتسابها لا يضيع سعيه لأنها المغرس الذي لا يتلف ما استودع فيه فإنه تعالى لما سنّ للعبد العمل جعله كالغارس لأشجار الجنة مجازاً من إطلاق السبب على المسبب


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٣٩١) (١٢٠٩٤)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>