للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما كان سبب إيجاد الله الأشجار عمل العاملين أسند الغرس إليه والقصد بيان طيب الجنة والتشويق إليها والحث على ملازمة هؤلاء الكلمات التي هي الباقيات الصالحات، قاله الطيبي. قلت: وهذا من الخليل - عليه السلام - نصيحة للأمة وحثا لهم على المسارعة في الخيرات لأنهم على ملته {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: ٧٨] وفيه أنه يسن لمن أبلغ قوماً نصحا مع رجل أن يبلغهم السلام أولاً. (طب) (١) عن ابن مسعود)، قال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الكوفي وهو ضعيف والمصنف رمز لصحته ورواه الترمذي باختصار الحولقة.

٤٣٦٤ - "رأيت ليلة أسري بي موسى رجلاً آدم طوالا جعدا كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم رجلاً مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكاً، خازن النار، والدجال". (حم ق) عن ابن عباس (صح).

(رأيت ليلةً أسري بي) أي بعضه. (موسى رجلاً آدم) أي أسمر اللون. (طوالاً) بضم الطاء وتخفيف الواو أي طويلاً. (جعداً) بفتح الجيم وسكون العين المهملة فمهملة أي جعد الجسم وهو اجتماعه واكتنازه لا الشعر على الأصح. (كأنه من رجال شنوءة) بفتح الشين فنون فهمز أي من هذه القبيلة المعروفة وهم حي من اليمن. (ورأيت عيسى رجلاً مربوع الخلق) أي بين الطويل والقصير، وقوله: (إلى الحمرة) حال أي مائلًا لونه إليها، والبياض فلم يكن شديد الحمرة ولا البياض. (سبط الرأس) أي مسترسل شعر الرأس والسبوطة ضد الجعودة. (ورأيت مالكًا) قال النووي (٢): أكثر الأصول مالك بالرفع وهو منصوب إلا أنه سقطت الألف خطأ. (خازن النار والدجال) وقد


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ١٧٣) (١٠٣٦٣)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٩١)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٤٦٠).
(٢) شرح النووي على مسلم (٢/ ٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>