للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من جواز التظليل (في ظل يستظل به) بتعيين الصيغة تعم كل مستظل من مسلم وكافر، (أو في طريق) قيَّده آنفًا بقارعة الطريق، فيحتمل أن يقيد به هذا الإطلاق، ويحتمل أنه خرج هنالك للغالب (أو في نقع ماء) بفتح النون وسكون القاف آخره عين مهملة، هو الماء المتجمع وهو غير المورد، فإن هذا نهي عن التبرز في نفس الماء، والأول عن محل الورود وحول الماء (حم عن ابن (١) عباس) رمز المصنف لصحته فيما رأيناه من النسخة المقابلة على خطه، وقال الشارح رمز لضعفه، وهو كما قال، فقد بيَّن مغلطاى أنَّ أحمد رواه من حديث ابن المبارك عن ابن لهيعة، ثم قال: لكن لا يقدح ذلك في إيراده شاهدًا لما قبله.

١٤١ - " اتقوا المجذوم كما يتقى الأسد (تخ) عن أبي هريرة" (صح).

(اتقوا المجذوم) هو من تهافتت أطرافه من الجذام، وهو داء معروف، قال الجوهري (٢): جذم الرجل بضم الجيم فهو مجذوم، ولا يقال للمجذوم أجذم.

إن قلت: إنه لا عدوى كما يأتي، فما وجه الأمر بالحذر من المجذوم.

قلت: ليس فيه أنه نهى عنه وحذر منه لأجل العدوى، بل لحكمة لا نعلمها أو لدفع ذريعة الوهم، فإنه قد ثبت أن للوهم أثرًا، كما ذكره الأطباء، وضربوا بذلك مثلاً، وهو الماشي على جذع منصوب على هواه، فإن وهمه وتخيله السقوط يقتضي سقوطه مع أن مشيه عليه وهو كذلك كمشيه عليه وهو ملقى على الأرض لا فرق بينهما إلا الوهم والخوف والإشفاق والحذر، أو أنه تحذير من قربانه لمن ضعف توكله، ويأتي زيادة على هذا (كما يتقى الأسد) بالفرار عنه


(١) أخرجه أحمد (١/ ٢٩٩)، وضعفه المنذري (١/ ٨٠)، وابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ٣٠٨) لأجل ابن لهيعة والراوي عن ابن عباس المبهم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢٠٤) فيه ابن لهيعة ورجل لم يسم. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١/ ١١٣)، والإرواء (٦٢).
(٢) انظر: الصحاح (٥/ ١٨٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>