للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(اتقوا النار ولو بشق تمرة) بكسر الشين المعجمة، قال في النهاية (١): أي نصف تمرة، وهو حث على التصدق ولو بالقليل، وإن عذاب النار يدفع بالصدقة (ق ن عن (٢) عدي) بالمهملتين صحابي جليل، وفد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع وأكرمه، وألقى إليه وسادة كانت تحته - صلى الله عليه وسلم - ليجلس عليها، وشهد مع علي عليه السلام المشاهد كلها وفقيت عينه يوم الجمل، عاش مائة وعشرين سنة وهو من الشجعان الأجواد (٣) (بن حاتم) هو الجواد الذي به تضرب الأمثال (حم عن عائشة البزار) بفتح الموحدة وتشديد الزاي آخره راء، هو الحافظ العلامة الشهير أبو بكر أحمد ابن عمرو بن عبد الخالق البصري، صاحب المسند الكبير ذكره الدارقطني وأثنى عليه، وقال: ثقة يخطئ ويتّكل على حفظه، مات بالرملة سنة اثنين وتسعين ومائتين (٤) (طس والضياء عن أنس البزار، عن النعمان بن بشير وأبي هريرة، طب عن ابن عبَّاس وعن أبي أمامة).

١٤٤ - " اتقوا الدنيا، فوالذي نفسي بيده إنها لأسحر من هاروت وماروت الحكيم عن عبد الله بن بسر المازني" (صح).

(اتقوا الدنيا) احذروها (فوالذي نفسي) أي روحي (بيده) في قبضته، يقبضه متى شاء ويرسله متى شاء، وكان هذا قسمه - صلى الله عليه وسلم -، والإقسام هنا ليس لرد إنكار المخاطب بل لعظمة شأن الخبر وتحقيق صدقه، وحقيقته ونشاط المخبر في إخباره، وأما إطلاق اليد على الله فهو إطلاق قرآني {يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ} [الفتح: ١٠] ونحوه،


(١) النهاية (٢/ ٤٩١).
(٢) أخرجه البخاري (١٤١٣)، ومسلم (١٠١٦)، والنسائي (٥/ ٧٤)، وكذا أحمد (٤/ ٢٥٨) عن عدي وأحمد (٦/ ١٣٧) عن عائشة والطبراني في الأوسط (٣٦٤٤)، والضياء في المختارة (٢٠٤٨) (٢٠٤٩) عن أنس والطبراني في الكبير (١٢/ ١٦٣) رقم (٨٠١٧) عن أبي أمامة.
(٣) انظر: الإصابة (٤/ ٤٦٩).
(٤) تذكرة الحفاظ (٢/ ٦٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>