للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين (طب) والضياء عن خزيمة بن ثابت" (صح).

(اتقوا دعوة المظلوم) احذروها بترك ظلمه (فإنها تحمل على الغمام) هو السحابة البيضاء حتى تنتهي إلى حيث يشاء الله (يقول الله: وعزتي) غلبتي (وجلالي) عظمتي، وفي الإقسام بهاتين الصفتين عند الإخبار بنصرة المظلوم أتم مناسبة؛ لأنه لا ينصر إلا الغالب العظيم، وفي الإقسام دليل غضب شديد على الظالم (لأنصرنك ولو بعد حين) لأنها قد تقتضي الحكمة تأخير النصر فيكون أبلغ وأتم (طب والضياء (١) عن خزيمة) بضم الخاء المعجمة فزاي فمثناة تحتية (بن ثابت) اسم فاعل من الثبوت، وخزيمة صحابي جليل أنصاري خطمي، وهو ذو الشهادتين شهد بدرًا وغيرها، وقتل بصفين مع أمير المؤمنين علي كرَّم الله وجهه (٢)، رمز المصنف لصحة الحديث، وقال الهيثمي: فيه من لم أعرفه.

١٤٨ - " اتقوا دعوة المظلوم؛ فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة (ك) عن ابن عمر (صح) ".

(اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنَّها شرارة) في سرعة صعودها أو لأنَّها خرجت من قلب يلهب بنار القهر والظُّلم، وأنها في خرقها للحجب كأَنَّها شرارة في أثرها، وفي هذا التشبيه نكتة شريفة هي الإشارة إلى أن الجزاء من جنس الفعل، كما جرت به سنته تعالى، فمن ألهب قلب المظلوم وملأه بالقهر وظلمه، فليرتقب لنار الجزاء في الدارين (ك عن ابن (٣) عمر) رمز المصنف لصحته وهو


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٨٤) رقم (٣٧١٨)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ١٨٦)، وقال المنذري (٣/ ١٣٠): لا بأس بإسناده في المتابعات، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١١٨) والسلسلة الصحيحة (٨٧٠).
(٢) الإصابة (٢/ ٢٧٨).
(٣) أخرجه الحاكم (١/ ٢٩) وقال: رواة هذا الحديث متفق على الاحتجاج بهم، وكذلك قال المنذري في الترغيب والترهيب (٣/ ١٣٠) وزاد: إلا عاصم بن كليب فاحتج به مسلم وحده وفي إسناده عاصم بن كليب، انظر: ترجمته في "المغني" (٢٩٩٢)، والميزان (٤/ ١٢)، وصححه الألباني في=

<<  <  ج: ص:  >  >>