للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقوله الأطباء من أن الرؤيا خلط غالب على الرائي. (ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) قال الحاكم: أصل الرؤيا حق جاء من عند الله الحق المبين يخبر عن أنباء الغيب وهي بشارة أو نذارة أو معاتبة وكانت عامة [٢/ ٥٥٠] أمور الأولين بها ثم ضعفت في هذه الأمة لما جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - به من الوحي ولما فيها من الصديقين وأهل الإلهام واليقين فاستغنوا بها عن الرؤيا والمؤمن محسود ولع به الشيطان لشدة عداوته فهو يكيده ويحزنه من كل وجه ويلبس عليه فإذا رأى رؤيا صادقة خلطها ليفسد عليه بشراه أو نذارته أو معاتبته ونفسه عون الشيطان فيلتبس عليه ما اهتم به في يقظته وهذان الصنفان ليسا من أنباء الغيب والصنف الثالث هي الرؤيا الصادقة التي هي من أجزاء النبوة. (هـ) (١) عن عوف بن مالك الأشجعي) صحابي مشهور وصحح المصنف بالرمز عليه.

٤٤٨٢ - "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة". (خ) عن أبي سعيد (م) عن ابن عمر، وعن أبي هريرة (حم هـ) عن أبي رزين (طب) عن ابن مسعود (متواتر).

(الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة) فإن قيل: إذا كانت جزءاً من النبوة كيف كان للكافر فيها نصيب وهو غير موضع للنبوة وقد ذكر جالينوس أنه عرض له ورم في المحل الذي يتصل بالحجاب فأمره الله في المنام بفتق العرق الضارب من كفه اليسرى ففعل فكان فبرأ؟ فالقول إن الكافر وإن لم يكن محلا فليس كل مؤمن أيضاً محلاً لها وقد جاز أن يرى المؤمن الذي لا يجوز أن يكون نبيا ما يدله على خير في دنياه فلا يمتنع أن يرى الكافر مثلها، والحاصل أن الرؤيا جزء من أجزاء النبوة وليست بانفرادها نبوة كما ليست كل


(١) أخرجه ابن ماجة (٣٩٠٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٥٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>