للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الشارع فيه بما لا يقدح في حسنه.

١٥٣ - " اتموا الركوع والسجود، فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري إذا ركعتم وإذا سجدتم (حم ق ن) عن أنس (صح) ".

(أتموا الركوع والسجود) هو خطاب لمن يصلي خلفه مؤتمًا به، كما يرشد إليه قوله (فوالذي نفسي بيده إني لأراكم من وراء ظهري) قال الحافظ ابن حجر: الأحاديث الواردة في ذلك مقيدة بحال الصَّلاة، وبذلك يجمع بينها وبين قوله: "لا أعلم ما وراء جداري هذا" انتهى (١).

قلت: ويدل له قوله: (إذا ركعتم وإذا سجدتم) واعلم أنه اختلف العلماء هل يرى ذلك بعينين له في ظهره أو بمعنى يخلقه الله فيه، ولا دليل إلا أنه كان يراهم من ورائه، والله أعلم بماذا كانت تلك الرؤية، وفي اختصاص هذه الرؤية بحال الصلاة دليل على عظمة شأن الصلاة، وإنما لم يقل: فإن الله يراكم؛ لأنَّ سبب الحديث أنه قال رجل: لأفعل في صلاتي كذا انظر هل يعرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك أم لا؟ فذكره، وقيل: النكتة غير ذلك (حم ق ن (٢) عن أنس).

١٥٤ - " أتموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهري (م) عن أنس (صح) ".

(أتموا الصفوف) قد فسَّر إتمامها الحديث الثاني، أعني قوله المقدم: "ثم الذي يلي"، وفيه دليل على أنه لا يصف صف آخر إلا إذا لم يبق في الأول متسع، والأصل في الأمر الوجوب، ما لم يقم دليل على خلافه، وهذا مما تساهل الناس فيه، نرى في المسجد أربعة أو خمسة صفوف لو انضم بعضهم إلى بعض لكانوا


(١) فتح الباري (١/ ٥١٤). قال المناوي في الفيض (١/ ١٨٩): قال الحافظ ابن حجر: وأما ما اشتهر من خبر "لا أعلم ما وراء جداري" فلا أصل له وبفرض وروده فالمراد به أنه لا يعلم الغيب إلا بإطلاعه تعالى. ونقل عنه هذا الكلام السخاوي في المقاصد (ص: ٥٧١). وانظر: الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث (٤٠٩).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ١٣٥)، والبخاري (٦٦٤٤) ومسلم (٤٢٥)، والنسائي (٢/ ٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>