للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٩٠ - "سألت ربي فأعطاني أولاد المشركين خدماً لأهل الجنة، وذلك أنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك، ولأنهم في الميثاق الأول". أبو الحسن بن ملة في أماليه عن أنس.

(سألت ربي فأعطاني) قدم الإخبار بالإجابة قبل ذكر المسئول اهتماما بشأن ذكر البشرى بالعطية والمسئول هو قوله: (أولاد المشركين) أي نجاة أولاد المشركين. (وخدما لأهل الجنة) منصوب بمقدر أي يجعلهم ويحتمل الحال. (وذلك) أي المبيح للسؤال مع أنه لا شفاعة لكافر أو لا عطاء مع أنه تعالى لا يغفر أن يشرك به. (لأنهم لم يدركوا ما أدرك آباؤهم من الشرك) فيه أن الشرك إنما لحق الآباء وأدركوه بأجسادهم وإلا فإنهم فطروا على الإيمان ولذا قال: (ولأنهم في الميثاق الأول) أي عالم الذر وتحقيقه تقدم في الجزء الأول، فأولاد المشركين في الجنة وهذا رأي الجماهير قال المصنف: في السندسية والأخبار الواردة بأنهم في النار بعضها متين لكنها من المنسوخ عند أهل التحقيق والرسوخ بالشفاعة الواقعة من المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فيهم حيث قال في الخبر الأول "سألت ربي" الخ قال: والناسخ من الكتاب قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤]، انتهى، قلت: وفي نسخ الأخبار إشكال فإنه لا نسخ إلا للأحكام كما عرف في الأصول (أبو الحسن بن ملة) بفتح الميم وتشديد اللام مفتوحة (في أماليه (١) عن أنس).

٤٥٩١ - "سألت ربي أن لا أزوج إلا من أهل الجنة، ولا أتزوج إلا من أهل الجنة". الشيرازي في الألقاب عن ابن عباس.

(سألت ربي أن لا أزوج) أي بناتي أو كل من أنا وليه. (إلا من أهل الجنة) أي


(١) ذكره الحكيم (١/ ٣١٤)، والسيوطي في الدر المنثور (٣/ ١٤٤)، وعزاه في الكنز (٣٩٣٠٦) إلى أبي الحسن بن ملة في أماليه، وانظر فيض القدير (٤/ ٧٧)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>