للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيها، قال النووي (١): القصد بيان خطرها والحث على تجنها والهرب منها ومن التشبث في شيء منها لأن شرها يكون على حسب التعلق بها. (من تشرف لها) بفتح المثناة الفوقية فشين معجمة فراء مشددة أي تطلع لأجلها. (تستشرفه) أي تجره إليها وتدعوه إلى الوقوع فيها. (ومن وجد فيها ملجأ) أي عاصما أو موضعا يلتجيء إليه ويعتصم به. (أو معاذا) بفتح الميم وبالذال المعجمة أي محلا يعوذ به ويعتصم وهو شك من الراوي. (فليعذ به) أي فليذهب إليه ويعتزل فيه والحديث تحذير من الفتن وحث على تجنبها. (حم ق) (٢) عن أبي هريرة) ورواه مسلم بنحوه عن أبي بكرة.

٤٦٥٥ - "ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع". (م د) عن أم سلمة (صح).

(ستكون أمراء فتعرفون) أي تفعلون أفعالا فتعرفون بعضها. (وتنكرون) بعضها. (فمن كره) ما ينكره فقد. (برئ) من الإثم بالنفاق والمداهنة والمراد كره وأنكر بلسانه لمقابلته بقوله: (ومن أنكر) أي بقلبه فقد. (سلم) من الإثم والعقوبة عن ترك التكبر ظاهرا، وقال النووي (٣): معناه من أنكر بقلبه ولم يستطع إنكارا بيده ولا بلسانه فقد بريء من الإثم وأدى ما أمر به ومن أنكر بحسب طاقته فقد سلم من هذه المعصية. (ولكن من رضي) أي بما يأتونه. (وتابع) فعمل بعملهم فإنه الذي ما بريء وما سلم فحذف خبر لكن لدلالة السياق على أنه ضد ما أثبت لمن قبله، وتمام الحديث: "قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا" انتهى. (م د) (٤) عن أم سلمة) وأخرجه الترمذي أيضاً في الفتن ولم يخرجه البخاري [٢/ ٥٨٠].


(١) شرح النووي على مسلم (١٨/ ٨).
(٢) أخرجه البخاري (٧٠٨١)، ومسلم عن أبي بكرة (٢٨٨٦)، وأحمد (٧٧٨٣).
(٣) شرح النووي على مسلم (١٢/ ٢٤٣).
(٤) أخرجه مسلم (١٨٥٤)، وأبو داود (٤٧٦٠)، والترمذي (٢٢٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>