للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دمشق. (ناس يغضب الله لهم وأهل السماء) قال الشارح: هم حجر بن عدي وأصحابه وفد على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - (١) وشهد صفين مع علي عليه السلام أميراً وقتل بعذراء من قرى دمشق وقبره -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بها، قال ابن عساكر في تاريخه (٢): عن أبي معشر وغيره: كان حجر عابدا ولم يحدث قط إلا توضأ ولا توضأ إلا صلى أطال زياد خطبته فقال له حجر الصلاة فمضى زياد في الخطبة فضرب بيده إلى الحصى وقال الصلاة: وضرب الناس بأيديهم فنزل فصلى وكتب إلى معاوية فطلبه فقدم عليه فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: أَوَ أمير المؤمنين أنا، فأمر بقتله فقتل وقتل من أصحابه رضي الله عنهم من لم يتبرأ من علي كرم الله وجهه وأبقى من تبرأ منه أخزاهم الله (٣).


(١) قال الحافظ ابن حجر في (الإصابة) (١/ ٣١٣): "وأما البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه وخليفة بن خياط وابن حبان فذكروه في التابعين وكذا ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة".
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ٢٢٨): ذكره محمَّد بن سعد في الطبقة الرابعة من الصحابة، وذكر له وفادة، ثم ذكره في الأولى من تابعي أهل الكوفة. وقال أبو أحمد العسكري: أكثر المحدثين لا يصححون له صحبة.
(٢) انظر: تاريخ ابن عساكر في تاريخ دمشق (١٢/ ٢٢٧).
(٣) قد بيّن معاوية رضي الله عنه عذره في هذا!
أخرج ابن عساكر في "تاريخه" (١٢/ ٢٣٠) بسنده إلى ابن أبي مليكه قال: عن معاوية جاء يستأذن على عائشة فأبت أن تأذن له فخرج غلام لها يقال له ذكوان قال: ويحك أدخلني على عائشة فإنها قد غضبت علي فلم يزل بها غلامها حتى أذنت له وكان أطوع مني عندها فلماذا دخل عليها قال: أمتاه فيما وجدت علي يرحمك الله؟ قالت: وجدت عليك في شأن حجر وأصحابهم أنك قتلتهم فقال لها: وأما حجر وأصحابه فإنني تخوفت أمرًا وخشيت فتنة تكون تهراق فيها الدماء وتستحل فيها المحارم وأنت تخافيني دعيني والله يفعل بي ما يشاء قالت: تركتك والله تركتك والله تركتك والله. من طريق الإِمام أحمد عن عفان عن ابن علية عن أيوب عن عبد الرحمن بن أبي مليكة.
وأخرج ابن عساكر في "تاريخه" (١٢/ ٢٢٩): لما قدم معاوية دخل على عائشة فقالت أقتلت حجرًا؟ قال يا أم المؤمنين إني وجدت قتل رجل في صلاح الناس خير من استحياءه في فسادهم بمثل الطريق السابق.=

<<  <  ج: ص:  >  >>