٤٧٩٤ - "السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه, فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجل الرجوع إلى أهله". مالك (حم ق هـ) عن أبي هريرة (صح).
(السفر قطعة من العذاب) أي جزء منه لما فيه من التعب ومعاناة الريح والشمس والبرد والخوف والخطر وأكل السمن وقلة الماء والزاد وفراق الأحبة ولذا قيل:
وإن اغتراب المرء من غير خلة ... ولا همتة يسمو بها لعجيب
وحسب الفتى ذلا وإن أدرك المنى ... ونال الثريا أن يقال غريب
وقوله:(يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه) استئناف بياني وهي منصوبة بنزع الخافض لأن منع يتعدى إلى الأول بنفسه وهو أحدكم وإلى الثاني بمن ومنعه منها أنها تقتضي حال السفر تأخير ما يقدم وتقديم ما يؤخر والتقليل مما لا ينفع إلا الإكثار منه ونحو ذلك فالمراد أنه قطعة من عذاب الدنيا وأبعد من قال المراد أنه جزء من عذاب الآخرة بسبب الإثم الناشئ عن المشقة وتناقص الطاعات فإنه غير مراد كيف وقد بين ذلك في الجملة الاستئنافية. (فإذا قضى أحدكم نهمته) بفتح فسكون: رغبته أو حاجته. (من وجهه) أي من الوجه الذي يسافر لأجله. (فليعجل الرجوع إلى أهله) ليستريح من العذاب اللازم بالسفر. (مالك (حم ق هـ)(١) عن أبي هريرة).
٤٧٩٥ - "السفل أرفق". (حم م) عن أبي أيوب (صح).
(السفل) بكسر أوله وضمه. (أرفق) قاله - صلى الله عليه وسلم - لأبي أيوب لما نزل بالمدينة فنزل - صلى الله عليه وسلم - في السفل وأبو أيوب في العلو ثم استدرك أبو أيوب رعاية الأدب
(١) أخرجه مالك (٢/ ٩٨٠) (١٧٦٨)، وأحمد (٢/ ٢٣٦)، والبخاري (١٧١٠)، ومسلم (١٩٢٧)، وابن ماجه (٢٨٨٢).