للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لطيفة وإن إبقاء رونق الثياب وحسنها مراد ولذا شبهه بالأنفاس التي بها حياة الأبدان. (ابن عساكر (١) عن جابر) ورمز عليه بالضعف.

٤٩٥٠ - "الشيب نور المؤمن لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة". (هب) عن ابن عمرو.

(الشيب نور المؤمن) يحتمل أن المراد أنه في الآخرة نور له أو أنه في الدنيا عند الملائكة علامة النور له في الآخرة أو أن قدره عنده تعالى كذلك مثلما قيل في خلوف فم الصائم وفي الآثار أن أول من شاب إبراهيم الخليل -عَلَيْهِ اْلسَّلَامْ- فلما رآه قال ما هذا يا رب؟ قال: هذا نور من نوري فقال: ربِّ زدني من نورك، وأحسن من قال واسمه السيد إبراهيم محمَّد الوزير وقد شاب:

يا رب إبراهيم لا حرقته ... قد بدا نورك في غداره

إن الكريم إذا عصاه عبده ... لا يحرقن نوره بناره

ويحتمل أن المراد بكونه نوراً أنه حسنات والحسنات سبب نور العبد في البرزخ ويوم القيامة ويرشد له. (لا يشيب رجل شيبة في الإِسلام) أي شعرة واحدة حال كونه في الإِسلام. (إلا كانت له بكل شيبة حسنة) أي إلا وجدت له بكل شيبة تأتيه حسنة. (ورفع بها درجة) كأن ذلك لما يلحق القلب من الانكسار وفي اعتباره بقرب فراق هذه الدار فإنه ليس بعد المشيب قرار فإن شعر الفتى أوراق غصن حياته فإذا شابت نادت بدنو وغاية كما قيل (٢):

لم أبك إذا رحل الشباب وإنما ... أبكي لأن يتقارب الميعاد


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه (٣٧/ ٣٣٨)، وانظر: كشف الخفا (١٦٧٩)، وانظر قول الهيثمي في ٥/ ١٣٥، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٤٥٠).
(٢) الأبيات منسوبة إلى صردر بن صرير (ت ٤٦٥ هـ).

<<  <  ج: ص:  >  >>