للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام" والشونيز لغة الفرس.

(دواء من كل داء) مثل قوله تعالى: (تدمر كل شيء) أي تقبل التدمير وهي نافعة من كل الأمراض الباردة وتدخل في الأمراض الحارة اليابسة وهي حارة يابسة تذهب النفخ وتفتح السدد وتحلل الرياح ومنافعه عديدة وقد ذكر منها جملة نافعة في الهدي النبوي (١). (إلا السام) بغير همزة (وهو الموت) استثناء منقطع لأنه ليس الموت من الأدواء كأنه لم يبق ما يستثنى إلا ما ليس بداء مبالغة في نفعها. (ابن السني في الطب، وعبد الغني في الإيضاح (٢) عن بريدة) رمز بضعفه لكنه قد ثبت معناه في الصحيح.

٤٩٤٩ - "الشياطين يستمتعون بثيابكم، فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها، فإن الشياطين لا تلبس ثوبا مطوياً". ابن عساكر عن جابر (ض).

(الشياطين يستمتعون بثيابكم) أي ينتفعون بها باللبس كما دل له آخره وذلك بعد نزعها ولذا قال: (فإذا نزع أحدكم ثوبه فليطوه حتى ترجع إليه أنفاسها) وفيه أن المحذور ليس لبس الشياطين لها بل كونها تعود إليها قوتها ونظارتها بطيها أو أن المراد ترجع إليها أنفاسها وتسلم من لبسهم لها كما دل له. (فإن الشيطان لا للبس ثوباً مطوياً بل يجتنبه) كأنه أنطى حرزا عليه وعوذه منه نفيه الأمر بطي ما نزع من الثياب ليلاً أو نهارًا والإعلام بأن الشياطين غير ممنوعين عن الانتفاع بثياب بني آدم وأن أجسامهم قابلة لوضع الثياب عليها وإن كانت


(١) زاد المعاد (٤/ ٢٧٢).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٤٤٠)، والترمذي (٢٠٤١) وقال: حسن صحيح عن أبي هريرة وعزاه في الكنز (٢٨٢٥٣) لابن السني وعبد الغني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٧٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>