للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [البقرة: ١٨٣]، أن المراد أصل الصيام لا عينه ووقته قال وليس هو بالقوي، قلت لكنه رجحه القرطبي.

الثاني: أن التشبيه وقع في الصلاة على الآل فقوله صل على محمد مقطوع عن التشبيه وهو التشبيه بصلاة الآل بصلاته على إبراهيم وآله واعترض بأن غير الأنبياء لا يساويهم فكيف يطلب ما لا يمكن وقوعه.

الثالث: أنه شبه المجموع بالمجموع ومعظم الأنبياء هم آل إبراهيم فإذا تقابلت الجملة بالجملة وتعذر أن يكون لآل الرسول - صلى الله عليه وسلم - مثل ما لآل إبراهيم الذين هم الأنبياء كان ما توفر من ذلك حاصلاً للرسول - صلى الله عليه وسلم - فيكون زائدًا على الحاصل لآل إبراهيم ثم ذكر جوابين آخرين فيهما بعض الطول والسخف، وذكر ابن القيم (١): في بعض كتبه عن هذا السؤال أربعة عشر جواباً وزّيفها كلها إلا تشبيه المجموع بالمجموع. (إنك حميد مجيد) قال ابن دقيق العيد: حميد بمعنى محمود وردت بصيغة المبالغة أي مستحق لأنواع المحامد ومجيد مبالغة من ماجد والمجد الشرف فيكون ذلك كالتعليل لاستحقاق الحمد بجميع المحامد ويحتمل أن يكون حميد مبالغة من حامد ويكون ذلك كالتعليل للصلاة المطلوبة فإن الحمد والشكر يتقاربان فحميد قريب من معنى شكور وذلك مناسب لزيادة الأفضال والإعطاء لما يراد من الأمور العظام وكذلك المجد والشرف مناسبته لهذا المعنى ظاهرة. (حم ن) وابن سعد وسمويه والبغوي والبارودي وابن قانع (طب) (٢) عن زيد بن خارجة) ورمز المصنف


(١) انظر: جلاء الأفهام (ص: ٢١٠).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٤٨)، والنسائي (٣/ ٤٨)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢١٨) (٥١٤٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٣٧٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>