للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في قلب الصامت، والمراد الصمت عن غير نشر العلم والعدل (وقليل فاعله) أي قل من يمنع نفسه [٣/ ٢٠] عما لا يعنيه وعن التسارع إلى النطق بما لا ثمرة له لغلبة النفس الأمارة بالسوء وعدم التهذيب لها بالرياضة وسرعة حركة اللسان ومخبئها لبث الكلام، وقد روى هذا اللفظ عن لقمان وأنه دخل على داود وهو يسرد درعًا فأراد أن يسأله عنه فأدركته الحكمة فسكت، فلما أتم داود لبسها وقال: نعم لبوس الحرب أنت، فقال لقمان: الصمت حكم ... إلخ، فقال له داود: بحق ما سميت حكيماً. (القضاعي عن أنس، فر (١) عن ابن عمر) رمز المصنف لضعفه، قال الحافظ العراقي: في سنده ضعف، وأورده البيهقي في الشعب من طريق أنس وقال: غلط فيه عثمان بن سعيد، قال: والصحيح عن أنس أن لقمان قاله (٢).

٥١٤٠ - "الصمت أرفع العبادة". (فر) عن أبي هريرة".

(الصمت أرفع العبادات) أي أعلاها قدراً وأعظمها أجراً، والمراد به الصمت عما لا خير فيه من الكلام ويتأكد في الحج والصوم، وقد ورد النهي عن إطالة الصمت كحديث أبي داود "لا صمات يوم إلى الليل" (٣)، وذلك لأن أكثر الخطأ من اللسان فإذا أملك الإنسان لسانه فقد تلبس بباب عظيم من أبواب العبادة وقد تطابقت على هذا الملل، قال وهب: أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت، وقيل: لا حج ولا رباط أشد من حبس اللسان. (فر (٤)


(١) أخرجه القضاعي (٢٤٠) عن أنس، والديلمي في الفردوس (٣٨٥١) عن ابن عمر، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٥٥٥)، والضعيفة (٢٤٢٤).
(٢) انظر: شعب الإيمان (٥٠٢٦، ٥٠٢٧).
(٣) أخرجه أبو داود (٢٨٧٣)، والطبراني في الأوسط (٢٩٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٦/ ٥٧)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٢٤٩٧)، وانظر: إرواء الغليل (٥/ ٨٠).
(٤) أخرجه الديلمي في الفردوس (٣٨٤٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٥٥٤)، والضعيفة (٧٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>