للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أضيف إليه لفظ "عبد" فإنهما اسمان مختصان بالله تعالى وهو حث على التسمية بهما (م د ت هـ (١) عن ابن عمر).

٢٠٦ - " أحب الأسماء إلى الله ما تعبد له، وأصدق الأسماء همام وحارث، الشيرازي في الألقاب (طب) عن ابن مسعود" (ض).

(أحب الأسماء إلى الله) التي تسمى به العباد فلا تدخل فيها أسماؤه الحسنى (ما تعبد) بضم المثناة وتشديد المُوحدة (له) أي ما دلَّ على العبودية لله من كل لفظ عبد أضيف إلى اسم من أسمائه الحسنى وظاهره استوائها في الأحبية إلا أن إفراد عبد الله وعبد الرحمن يدل على أنهما أحبّ الأحب وأما هما فلا دليل على أحبية أحدهما على الآخر، ويحتمل: أن عبد الله أحب من عبد الرحمن لتقديم ذكره، أو وجه أحبية ما أضيف إلى اسم من أسمائه الحسنى أنها محبوبة إليه قد اختارها لنفسه وأمر عباده أن يدعوه بها فأحب ما أضيف إليها واكتسب الأحبية منها وهذه سراية معنوية من المضاف إليه إلى المضاف، أشرف من السرايات اللفظية كاكتسابه منه تعريفًا وتأنيثاً (وأصدق الأسماء حارث وهمام) (٢) كلاهما اسم فاعل من "حرث وهم" إلا أن الثاني جاء على صيغة المبالغة، قال في النهاية (٣): الحارث الكاسب والإنسان لا يخلو من الكسب قطعاً، ومنها همام فعال من هم بالأمر يهم إذا عزم عليه وإنما كان أصدق لأن ما من أحد إلا وهو يهم بأمر كان خيرًا أو شرًا. انتهى.

إن قلت: عبد الله وعبد الرحمن من أصدق الأسماء لتحقيق العبودية فيهما، فلم كان حارث وهمام أصدق منهما. قلت: إنهما وإن كانا صادقين باعتبار العبودية وتحققها فيهما لكن القيام بحقها لا يفي به المسمى، فإنَّ حق العبد أن


(١) أخرجه مسلم (٢١٣٢)، وأبو داود (٤٩٤٩)، والترمذي (٢٨٣٣).
(٢) في المطبوعة: (همام وحارث).
(٣) النهاية (١/ ٣٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>