لصحته وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري منكر الحديث، وقال العلائي: له طرق لا تنزل عن درجة الحسن بانضمامها، قال ابن حجر: له شاهد مرسل عند ابن سعد وقال في المختصر: إسناده حسن.
٢٠٨ - " أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها (م) عن أبي هريرة (حم ك) عن جبير بن مطعم"(صح).
(أحب البلاد إلى الله مساجدها) لأنَّها بيوت طاعته وكفاها شرفًا أنها بيوت الله تضاف إليه ولأنها محل أوليائه وأحبابه وإليها تنزل ملالكته ومنها بالأعمال الصالحات تصعد إلى سماواته (وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) لأنها محل الشياطين وموضع الكذب والأيمان الفاجرة والفحش والتفحش والمعاملات الباطلة، وحبه تعالى للبقاع وبغضه لها حبه لأهلها والساكنين بها وبغضه لهم ولمن يلازمها (م عن أبي هريرة (١) حم ك عن جبير بن مطعم).
٢٠٩ - " أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر (حم طب) عن أبي أمامة (ح) ".
(أحب الجهاد إلى الله كلمة حق تقال لإمام جائر) إنما كان هذا أحب إلى الله لما فيه من الإعلان بالحق والصدوع به وإيثار مرضاة الله على مرضاة عباده والمخاطرة بالنفس لإعلاء كلمته وإنما كان أحب من القتال وملاقة الأقران؛ لأنَّ ذلك فيه مظنة الظفر والغلبة والسلب وقوة النفس في الدفع عن دمها بخلاف المتكلم عند الجائر فليس فيه شيء من ذلك بل ما هو إلا مخاطرة بالنفس لا غير، وفيه أن أحب الأعمال إلى الله أشقها على فاعلها، وفيه: أن التعرض للشهادة مع القطع بعدم الغلبة جائز وأنه لا يشترط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأمان على النفس لأنَّ هذه المواقف مظنة عدم السلامة
(١) أخرجه مسلم (٦٧١) عن أبي هريرة وأحمد (٤/ ٨١)، والحاكم (٢/ ٧).