للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(طوبى لمن بات حاجا وأصبح غازياً) أي له أجر الحاج حين يبيت وأجر الغازي حين يصبح وخص كلا بكل؛ لأنه يبيت وقد جاهد نفسه في القناعة بالقليل وإتحاف أولاده والصبر على العفة ويصبح كالغازي في همة الجهاد والعزيمة على الجهاد، فكأنه قيل هو من هذا فقال: (رجل مستور) عن أعين الناس فاقته وحاجته. (ذو عيال متعفف) كاف لنفسه عن كل ما لا يحل ولا يجمل. (قانع باليسير من الدنيا) أي راض به (يدخل عليهم) أي عياله. (ضاحكاً، ويخرج منهم ضاحكاً) أي ليدخل عليهم بذلك المسرة. (فوالذي نفسي بيده إنهم) أي المتصفين بهذه الصفات (هم الحاجون الغازون في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ) أي الذين لهم أجر الحجاج والغزاة وأكده بأن والضمير إعلانا بالحكم عليه بم ذكروا تقريرًا له وحصرًا لذلك فيهم حصرًا إدعائًا. (فر) (١) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه لأن فيه إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عن عبد الرزاق، قال الذهبي في الضغفاء (٢): استضعف في عبد الرازق.

٥٢٨٠ - "طوبى لمن ترك الجهل وآتى الفضل، وعمل بالعدل" (حل) عن زيد بن أسلم مرسلاً".

(طوبى لمن ترك الجهل) وتركه بالتحلي بضده وهو العلم. (وآتى الفضل) أي قصد العلم فإنه فضل بدليل مقابلته بالجهل ويحتمل بذل الفضل من ماله مواساة لغيره ويؤيده حديث: "وأنفق الفضل من ماله" (وعمل بالعدل) في حق نفسه وغيره، قال الغزالي (٣): يعني بالعدل حالة النفس وقوة بها تسوس الغضب والشهوة وتحملهما على مقتضى الحكمة وبضبطهما عن الاسترسال والانقباض


(١) أخرجه الديلمي في الفردوس (٣٩٢٣)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٣٦٤٠)، والضعيفة (٣٨٣٣): موضوع.
(٢) انظر المغني (١/ ٦٩).
(٣) الإحياء (٣/ ٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>