٥٢٩٤ - "طوبى: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها". (حم حب) عن أبي سعيد (صح)".
(طوبى: شجرة في الجنة) فهي اسم مشترك بين ما سلف وهذا فيحتمل أن المراد في الأحاديث الماضية الإخبار بأن هذه الشجرة لمن يذكر بعدها وذلك فيما يصح لا في مثل: طوبي للشام. (مسيرة مائة عام) يحتمل أن تلك مسافة ظلها أو أصلها لولا ما يأتي ما يمنع عن إرادته أو أغصانها أو عمقها. (ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) جمع كم بالكسر وعاء الطلع وعطاء النول قال عبيد بن عمير: هي شجرة في جنة عدن وفي كل دار أو غرفة لم يخلق الله لوناً ولا زهرة إلا هي فيها إلا السواد ولا يخلق الله فاكهة ولا ثمرة إلا فيها في أصلها عينان الكافور والسلسبيل كل ورقة منها تظل أمة (عليها ملك يسبح الله بأنواع التسبيح). (حم حب (١) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته.
٥٢٩٥ - "طوبى: شجرة غرسها الله بيده، ونفخ فيها من روحه، تنبت بالحلي والحلل، وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة. ابن جرير عن قرة بن إياس".
(طوبى: شجرة) في الجنة سميت بذلك لما جعله الله فيها من الطيب والخير. (غرسها الله بيده) أي بقدرته أو اليد هنا النعمة والباء سببية أي بسبب نعمته على عباده وإفضاله عليهم أو تداني من غير واسطة ملك ولا غيره. (ونفخ فيها من روحه) النفخ آخر الروح إلى تجويف جسم صالح لإمساكها والامتلاء بها وليس ثمة نفخ ولا منفوخ وإنما هو تمثيل لإفاضة قامة الحياة بالفعل على المادة العاملة لها وإضافة الروح لله تعالى لأنه خالق الحياة وموجدها ولإظهار كمال العناية وهذه الحياة تحتمل أنها الحياة التي في سائر الأشجار التي هي حياة مثلها
(١) أخرجه أحمد (٣/ ٧١)، وابن حبان (١٦/ ٤٢٩) (٧٤١٣)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٣٩١٨)، والصحيحة (١٩٨٥).