للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بعضكم ببعض من غير تقدم ولا تأخر وسدوا الفرج. (أو ليخالفن الله بين وجوهكم) قال القاضي: اللام في لتسون التي يتلقى بها القسم، ولكونه في معرض قسم مقدر أكده بالنون المشددة، واو للعطف، ردد الأمرين بتسويتهم الصفوف وإيقاع المخالفة بين وجوههم كناية عن المهاجرة والقطيعة وأن كلاًّ يعرض بوجهه عن الآخر.

قلت: وهذه العقوبة تدل على وجوب التسوية لأنه لا عقوبة على ترك مندوب أو مسنون، وفيه أن التهاجر من العقوبات لما فيه من تأليم القلوب وسلب بركة الاتحاد والاتصال، وتقدم فيه أحاديث. (ق د ت (١) عن النعمان بن بشير) قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلاً ناوئا صدره في الصف فذكره.

٥٣٥٥ - "عباد الله وضع الله الحرج إلا امرءاً اقترض امرءاً ظلماً فذاك يحرج ويهلك عباد الله تداووا، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء إلا داء واحد الهرم. الطيالسي عن أسامة بن شريك (صح) ".

(عباد الله وضع الله الحرج) الإثم والمشقة عن هذه الأمة (إلا امرءاً اقترض) بالقاف اقتطع. (امرءاً ظلماً) أي نال منه وعابه وقطعه بالعيبة وأصل القرض: القطع. (فذاك يحرج) يقع في الإثم ومشقة العذاب عليه. (ويهلك) في الآخرة فإن دينه من الذنوب التي لا تترك. (عباد الله تداووا) للأسقام. (فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء) وقدر تعالى لكل مرض ما يدفعه ويرفعه بقدرته تعالى. (إلا داء واحد الهرم) جعل الهرم داء شبيها بالداء؛ لأن الموت يعقبه وفي ذكر


(١) أخرجه البخاري (٧١٧)، ومسلم (٤٣٦)، وأبو داود (٦٦٢)، والترمذي (٢٢٧)، والنسائي (١/ ٢٨٧)، وابن ماجه (٩٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>