للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المتقين، وقد قال تعالى: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} [مريم: ٨٥] كانوا كالوفود على الملوك ينتظرون كرامتهم. (وعمار) بن ياسر (من السابقين) إلى الإِسلام فإنه أسلم قديماً بمكة في أوائل النبوة ولإسلامه قصة مذكورة في الأمهات فهو داخل في الثناء على السابقين. (والمقداد) وهو ابن الأسود صحابي جليل (من المجتهدين) في العبادة أو في نصرة الدين ويخصص هؤلاء الثلاثة بالذكر بهذه الخصائص تشريفاً له وتنصيصاً وإلا فهم مشاركون في ذلك وقدمنا كلاما في مثل هذا. (فر (١) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.

٥٣٥٨ - "عبد أطاع الله وأطاع مواليه أدخله الله الجنة قبل مواليه بسبعين خريفاً، فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا، قال: جازيته بعمله وجازيتك بعملك. (طب) عن ابن عباس (ض) ".

(عبد أطاع الله وأطاع مواليه) جمعهم إشارة إلى أنها يجب طاعته لكل مالك وإن كان مشتركاً أو لكل ملك إن انتقل إلى ملاك. (أدخله الله الجنة قبل مواليه) يحتمل أنه إخبار عن معين وأنه قد أدخل، ويحتمل أنه يسري لكل من اتصف بذلك والتعبير بالماضي كما في: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [يس: ٥١]، (بسبعين خريفاً) يحتمل الحقيقة ومطلق الكثرة كنظائره، (فيقول السيد: رب هذا كان عبدي في الدنيا) فيه جواز إطلاق السيد والعبد على نحو هذا وقد ورد: "لا يقل أحدكم عبدي وليقل فتاي" (٢) وورد: "السيد هو الله" فهذا قرينة أن ذلك نهي تنزيه، (قال جازيته بعمله وجازيتك بعملك) فلم أظلم أحداً وفيه فضيلة العبد المطيع وأن جزاء الآخرة بالأعمال لا المقادير وأنه تعالى يسأل عن وجه


(١) أخرجه الديلمي كما في الكنز (٣٣١٣٤)، وانظر فيض القدير (٤/ ٣٠١)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٣٦٧٦): موضوع.
(٢) أخرجه معمر بن راشد في جامعه (١١/ ٤٥)، والبخاري في الأدب المفرد (٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>