للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

المظلم) قطع بزنة عنب ظلمة آخر الليل أو من أوله إلى ثلثه ووصفه بالمظلم زيادة في تأكيد الظلمة، والمراد أنها مثله في تحير الناس وعدم اهتدائهم إلى وجه الصواب والخلاص وفي غشيانه بالآفاق وعمومه الأقطار. (أنجى الناس) أشدهم نجاة من شرها. (فيه) أي في زمن الفتن الدال عليه السياق. (رجل صاحب شاهقة) يلازمها وهي ذروة الجبل. (يأكل من رسل غنمه) بفتح الراء وسكون المهملة أي مما ترسله وهو اللبن. (أو رجل أخذ بعنان) بكسر المهملة، وعنان السماء بالفتح. (فرسه) ملازم لذلك والمراد به الجهاد بالفرس أو غيرها إلا أنه أتى به على الأغلب. (من وراء الدروب) جمع درب وهي الطريق. (يأكل من سيفه) مما كسبه سيفه من الأموال التي أبيحت أخبر - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا ينجو من الفتن إلا معزل عن الناس في أبعد محل عنهم وعبر بالشاهقة لأنها أبعد محل يتصل به الناس، أو رجل مجاهد يحمي الدروب عن قطاعها، وفي التعرض لذكر ما يأكلانه إعلام بأنه يعز كسب الحلال في زمن الفتن، وبأنه لا يتم الاعتزال والجهاد إلا بإعداد الحلال من الزاد. (ك (١) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.

٥٧٥١ - "غضوا الأبصار، واهجروا الدَّعَارَ، واجتنبوا أعمال أهل النار". (طب) عن الحكيم بن عمير".

(غضوا الأبصار) واحفظوا الأعين من النظر إلى ما لا يحل، قال العراقي: في غض البصر تطهير القلب وتكثير الطاعة.

قلت: قال تعالى في تعليل ذلك: {ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} [النور: ٣٠] أي أنمى للإيمان في قلوبهم.

(واهجروا الدَّعَارَ) بالمهملتين جمع داعر وهو الخبيث المفسد، والمراد


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ٥٦٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤١٥٦)، والصحيحة (١٩٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>