فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك". (ق) عن أبي ذر، إلا قوله: "ثم عُرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام". فإنه عن ابن عباس، وأبي حبة البدري (صح) ".
(فرج) مبني للمجهول أي فتح. (سقف بيتي) إضافة إليه لسكونه فيه وكان ملكاً لأم هانئ، ولا يُعارضه رواية أنَّه كان بالحطيم؛ لأنَّه فرج من البيت إلى الحطيم. (وأنا بمكة) جملة حالية من نائب فرج، وفيه دليل أنه أخبر بهذا في غير مكة. (فنزل جبريل) أي من الفرجة التي في السقف، قيل: إنما دخل منها لا من الباب لكونه أوقع صدقًا في القلب وأبلغ في المناجاة وتنبيهًا على وقوع الطلب بغير موقع قلب وعلى أنه طلب من الجهة العلوية والأمر بيانه عال وإنه لعلو شأنه تعالى. (ففرج) مبني للمعلوم أي جبريل. (صدري) أي شق ما بين النحر إلى اللبة كما بينه رواته، وهذا شق آخر غير شق صدره وهو صغير، وحكمته ليتأهب للمناجاة ويحمل ما يلقى إليه. (ثم غسله) ليصفو ويزداد قابلية لما يلقى إليه. (بماء زمزم) لأنه من مياه الجنة، ولأنه من خواصه أنه يقوي القلب ويسكن الروع. (ثم جاء بطست) بفتح أو كسر. (من ذهب) لأنه أغلى أواني أهل الجنة، قيل: وهذا قبل تحريم الذهب، وقيل: بأنه فعل الملائكة ولا يلزم أنهم في التكليف مثلنا، وقيل: بل لأنه من آنية الجنة فلا يحرم استعمالها لأنها خلقت للإباحة مطلقاً.
قلت: والحق أنه لا يرد شيء من هذا لأن التحريم إنما هو عن الأكل والشرب فيها لا غير ذلك من أنواع الاستعمالات كما صرحت به النصوص وإلحاق غيرهما بهما لا ينهض عليه القياس. (ممتلئ حكمة وإيماناً) ذكره نظرا إلى أنه إناء وإلا فلفظ: الطست مؤنثة، وفيه تجسم الأعراض. (فأفرغها) بالغين المعجمة أي منها: (في صدري ثم أطبقه) غطّاه. (ثم أخذ بيدي) أقامني. (فعرج