للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(في الجنة باب يدعى الريان) وصف باسم من يدخله وإلا فنفس الباب لا يتصف بالري. (يدعى له الصائمون) يدعون للدخول منه. (فمن كان من الصائمين دخله ومن دخله لا يظمأ أبداً) أورد عليه سؤال وهو: أن كل داخل الجنة لا يظمأ أبدًا، فما الوجه في التخصيص؟ وأجيب: أنه لما كان الصائمون هم الذين يلقون مشقة الظمأ في دار الدنيا ويبس الشفاة وإصراف الأكباد ناسب بشراهم بذلك لأن بضدها تتبين الأشياء فهم أعرف الخلق بمقدار نعمة الري وغيرهم وإن شاركهم في عدم الظمأ فما له موقع عنده كما عند أولئك، وهذا كثير في أحاديث البشرى والنعم من أنه يخص قوم بذكر شيء وهم مشاركون فيه لكن له عندهم أكمل موقع، وأما ما قاله السهيلي إنه لو قال: باب الري لدل على أن الري يختص بالباب فما بعده ولم يدل على ري قبله، وأما الريان ففيه إشعار بأنه لا يدخله إلا الريان بحيث لم يصبه من حر الموقف ما أصاب الناس من الظمأ ففيه مكانة يريد أنه أفاد أنه باب الشخص الريان أي الثابت له الري ولا يجزئ ذلك في باب الري. (ت هـ (١) عنه) أي سهل بن سعد رمز المصنف لصحته.

٥٩٠٠ - "في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن". (حم م ت) عن أبي موسى" (صح).

(في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة) وصف كاشف؛ لأن الخيمة مجوفة. (عرضها ستون ميلاً) والطول أكثر لما عرف من أنه أكثر من العرض. (في كل زاوية منها أهل) سكان. (ما يرون الآخرين) لبعد ما بينهم. (يطوف عليهم المؤمن) أي يجامعهم فالطواف هنا كناية عن الجماع قاله ابن القيم، وهذه


(١) أخرجه الترمذي (٧٦٥)، وابن ماجة (١٦٤٠)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٢٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>