والحفظة من ملائكتي. (ثم أوفيكم إياها) أعطيكم جزائها وافياً تاماً إن خيراً فخير وإن شراً فشر والتوفية إعطاء الحق على التمام ذكره القاضي فما تجدونه من خير وشر فهو منكم فلا نفع لي فيه ولا ضرر علي منه (فمن وجد خيراً) يناله ويلتذّ به. (فليحمد الله) على توفيقه لطاعته التي ترتب عليها ذلك الخير والثواب فضلاً منه ونعمة. (ومن وجد غير ذلك) شراً ولم يذكره بلفظه تعليماً لخلقه كيفية آداب النطق بالكتابة مما يؤذى ذكره أو يستحي من لفظه أو إشارة إلى أنه إذا اجتنب لفظه فأولى اجتناب فعله. (فلا يلومن إلا نفسه) فإخها آثرت شهواتها على رضا بارئها ورازقها فكفرت إنعامه ولم تتبع أحكامه وهذا حديث جليل المقدار غزير الفوائد يحتمل مجلداً في الكلام عليه وكان أبو إدريس راويه عن أبي ذر إذا حدث به جثى على ركبته تعظيماً له. (م)(١) عن أبي ذر) وأخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه ورواته موثقون قال أحمد: ليس لأهل الشام حديث أشرف منه.
٦٠٠٣ - "قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني وصبر على ما ابتليته فإنه يقول من مضجعه ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا، ويقول الرب للحفظة: إني قيدت عبدي هذا وابتليته فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر، وهو صحيح". (حم ع طب حل) عن شداد بن أوس (ح) ".
(قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمناً) الابتلاء يكون بالخير والشر وهو في الآخر هنا أوضح (فحمدني وصبر على ما ابتليته) والحديث ظاهر أنه أريد بالبليّة المرض. (فإنه) العبد. (يقوم من مضجعه) الذي أوجبه له الابتلاء. (ذلك كيوم ولدته أمه من الخطايا) لا ذنب عليه فإنه يغفر له بحمده وصبره على بلائه وهو عام لكبائر الذنوب وصغائرها وخصه الجمهور كما
(١) أخرجه مسلم (٢٥٧٧)، وأحمد (٥/ ١٦٠)، والترمذي (٢٤٩٥)، وابن ماجة (٤٢٥٧).