للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فهذا مع هذه النية لا أثر له ويخرج عن كونه كالصدقة والمحل يعد محل بحث للناظر، وقال النووي (١): معناه أنه لا يأتي بهذه القربة مبتدئا تطوعا، بل في مقابلة نحو شفاء مريض مما علق النذر عليه. (وقد قدرته له) أي للناذر أي قدرت ما يحاول بالنذر جلبه أو دفعه، ويحتمل أن المراد قدرت النذر وأنه من المقدرات أيضاً فإن كل كائنة بقدر. (أستخرج به) أي بالنذر أو بالقدر على التفسير الثاني. (من البخيل) أي مالاً لأن البخيل غالبا إنما يستعمل في المال كما قاله الزين العراقي، ويحتمل أن المراد كل عبادة كما في حديث "أبخل الناس من بخل بالسلام" قال الخطابي وفي قوله "أستخرج به" إشارة بوجه الوفاء. (فيؤتيني عليه) أي علي ببذل لي على ما قد قدرته. (ما لم يكن يؤتيني) عليه. (من قبل) أي ما لم يكن ببذله لي من قبل إرادته للمطلوب الذي قدرته، وفيه ذم النذر، وهل يفيد كراهته؟ الظاهر ذلك لا سيما وقد سماه بخيلا وهو اسم يكرهه الله تعالى، فالحديث أفاد أن النذر لا تأثير له في جلب نفع أو دفع ضرر قد قدره الله تعالى. (حم خ ن (٢) عن أبي هريرة).

٦٠١١ - "قال الله تعالى: إذا تقرب إليَّ العبد شبرا تقربت إليه ذراعا، وإذا تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا وإذا أتاني مشيا أتيته هرولة". (خ) عن أنس، وعن أبي هريرة (هب) عن سلمان (صح) ".

(قال الله تعالى: إذا تقرب إليّ عبدي) بالطاعات التي تطلب بها قربه مني. (شبرا) أي قدرا قليلاً ضربه مثلاً. (تقربت إليه ذراعاً) أي وصلت رحمتي إليه أكثر من دنوهِ بطاعاته أو المراد بـ "تقربت إليه" زدته بقربه وطاعاته قربا


(١) شرح مسلم للنووي (١١/ ٩٩).
(٢) أخرجه أحمد (٢/ ٣١٤)، والبخاري (٦٦٠٩)، ومسلم (١٦٤٠)، والنسائي (٧/ ١٦)، وأبو داود (٣٢٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>