أدناها كما أفاده قوله من الأعلى إلى الأدنى وهذا على الترتيب الذي ذكره، أما على ما في نسخ الجامع التي رأيناها فلا يتم، بل لك أن تقول إنه ترق على الحقيقة من الأدنى إلى الأعلى فعجزوا؛ أولاً بحبة ما من أي الحبوب، ثم ترقي إلى التعجيز بالأعظم صيغة وهو الحيوان، وأما ذكر الشعيرة فما هو إلا كالتكرار لحبة لأنها بعض أفرادها. (حم ق)(١) عن أبي هريرة).
٦٠١٠ - "قال الله تعالى: لا يأتي ابن آدم النذر بشيء لم أكن قد قدرته ولكن يلقيه النذر إلى القدر، وقد قدرته له، أستخرجه به من البخيل، فيؤتيني عليه ما لم يكن يؤتيني من قبل". (حم خ ن) عن أبي هريرة" (صح).
(قال الله تعالى لا يأتي ابن آدم) بالنصب مفعول يأتي وفاعله. (النذر) بفتح النون وبالمعجمة وسكون الراء معروف. (بشيء لم أكن قد قدرته) فإنه لا يرد قدراً إنما ورد في الدعاء أنه يرد القضاء. (ولكن يلقيه النذر إلى القدر) مبالغة في أن النذر لا ينفع بل هو يتنزل منزلة من يلقى أي يوقع الناذر في النذر الذي أراد بالنذر الفرار منه، إن قلت: ما المراد بالنذر؟
قلت: هو ما أخرج مخرج الصدقة وجعل للفقراء أو لمصالح المسلمين أما نذور العامة على المشاهد والقباب فإنه معصية لأنها محرمة وينهى عنها، إن قيل: النذر نوع من الصدقة وقد ثبت أنها تدفع غضب الرب وتقي مصارع السوء وتجلب الرزق وتدفع البلاء.
قلت: كأن المراد أن النذر في دفع أمر معين هو المراد هنا أو لاستجلابه والصدقة لا تكون كذلك بل تكون بنية أنه تعالى يكافئ عبده عليها بدفع البلاء مثلا أو المراد اعتقاد الناذر أن السبب الدافع للبلاء أو الجالب للرخاء هو النذر
(١) أخرجه أحمد (٢/ ٢٣٢)، والبخاري (٥٦٠٩)، ومسلم (٢١١١).