٦٠١٤ - "قال الله تعالى: أنا الرحمن، أنا خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي: فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته, ومن بتها بتته". (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك) عن أبي هريرة".
(قال الله تعالى: أنا الرحمن) أي المسمى بهذا الاسم (أنا خلقت الرحم) القرابة التي تسمى بهذا الاسم، والمراد كل قريب ولو غير محرم (وشققت لها اسما من اسمي) للاتفاق في الحروف الأصول، فيه تعظيم لشأن الرحم للإخبار بأنه خالقها تشريفا لها، ثم الإخبار باشتقاق اسمها من اسمه تعالى الذي يتضمن الرحمة المناسبة لما يعامل به الرحم ولم يأت باسمها من سائر صفاته كالحليم والكريم ونحوه لأنه أريد بالدلالة على المراد من نفس اللفظ، وفيه أن الألفاظ يراعى فيها معانيها وأنها صادرة عن حكمة، إما بوضعه أو بإلهام البشر للوضع. (فمن وصلها) بما اقتضى حُسنه العقل وأرشد إليه الشرع (وصلته) برحمتي وإحساني (ومن قطعها) عن إحسانه وإكرامه. (قطعته) من إحساني وإكرامى جزاءاً وفاقاً (ومن بتها) أي قطعها (بتته) زيادة في التأكيد والوعيد (حم خد د ت ك) عن عبد الرحمن بن عوف (ك)(١) عن أبي هريرة، قال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي.
٦٠١٥ - "قال الله تعالى: الكبرياء ردائي؛ والعظمة إزاري، فمن نازعنى واحداً منهما قذفته في النار". (ك) عن أبي هريرة".
(قال الله تعالى: الكبرياء) هي العظمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات وكمال الوجود ولا يوسف بها إلا الله تعالى. (ردائي؛ والعظمة) الاسم من عظم، والعظيم من أسمائه تعالى، هو الذي جل قدره عن حدود العقول فلا يتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته (إزاري) الرداء والإزار يستعار كل واحد منهما
(١) أخرجه أحمد (١/ ١٩١)، والبخاري في التاريخ (٩٩١)، وأبو داود (١٦٩٤)، والترمذي (١٩٠٧)، والحاكم (٤/ ١٧٤) جميعهم عن عبد الرحمن بن عوف، وأخرجه الحاكم (٤/ ١٧٣) عن أبي هريرة وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣١٤)، والصحيحة (٥٢٠).