أسير الله في أرضه فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ويشفع في أهله" الحكيم عن عثمان (ض) ".
(قال الله تعالى: إذا بلغ عبدي) في عمره. (أربعين سنة عافيته من البلايا الثلاث: الجنون، والبرص، والجذام) قيل لأنه عاش في الإِسلام عمر أياما ليس بعده إلا الإدبار، فبينت له من الحرمة ما يدفع به هذه الآفات، قلت: بناء على أن المراد به المؤمن كما اقتضته الإضافة إليه تعالى. (وإذا بلغ خمسين سنة حاسبته حسابا يسيرا) لأن الخمسين نصف أرذل العمر الذي يرتفع به الحساب جملة، وخفة الحساب من الذنب ألا ينزع بسببه البركة ولا يحرم به الطاعة. (وإذا بلغ ستين سنة) وهو عمر التذكر والتوقف الذي قال فيه في {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ}[فاطر: ٣٧]، على بعض التفاسير. (حببت إليه الإنابة) أي الرجوع إلى الله تعالى. (وإذا بلغ سبعين سنة أحبته الملائكة) بإلقاء الله ذلك إليهم وبما عرفوه من سابق عبوديته لمولاه وطاعاته. (وإذا بلغ ثمانين سنة) قال الشارح: وهو الخرف كأنه يريد مظنة الخرف وهو فساد العقل وإلا فلا يقال: للثمانين خرفاً. (كتبت حسناته وألقيت سيئاته) أي طرحت فلا تكتب عليه إكراما منه تعالى له. (وإذا بلغ تسعين سنة قالت الملائكة: أسير الله في أرضه) لأنه قد سار في سن يستحق معها الإطلاق من دار الفناء إلى دار البقاء، فإذا لم يطلق فهو أسير الله والأسير قد أمر الله تعالى بالإحسان إليه وهو سبحانه أحق من أحسن إلى أسراه، ففي تسميته أسير إشارة إلى إكرام الله له كما أشار إليه قوله:(فغفر له ما تقدم من ذنبه) من أول تكليفه. (وما تأخر) بعد التسعين. (ويشفع في أهله) في الآخرة، وتمام الحديث عند مخرجه الحكيم:"فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئاً" كتب له ما كان يعمل في صحته من الخير وإن عمل سيئة لم تكتب، وحذف المصنف له غير صواب، ثم قال الحكيم: وهذا من جيد الحديث، وقد