للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦١٢٣ - "قل اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني، فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك". (حم م هـ) عن طارق الأشجعي (صح) ".

(قل اللهم اغفر لي وارحمني) عطف للسبب على مسببه فإن المغفرة مسببة عن الرحمة. (وعافني) فالعافية بها صلاح الدارين. (وارزقني، فإن هؤلاء) الكلمات. (تجمع لك دنياك وآخرتك) لاشتمالها على مطالب الدارين. (حم م هـ (١) عن طارق الأشجعي) قال: كان الرجل إذا أسلم علمه النبي - صلى الله عليه وسلم - الصلاة ثم أمره أن يدعو بهذه الكلمات.

٦١٢٤ - "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم". (حم ق ت ن هـ) عن ابن عمر، وعن أبي بكر (صح) ".

(قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً) بما أتيت من المعاصي وهو مشتق من قول أبي البشر: " {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ...} الآية. والنفس هنا الذات مثل النفس بالنفس وإن اختلف العلماء في حقيقة النفس هل هي الروح أو غيرها حتى قيل: إن الأقوال فيها بلغت ألف قول، وكثيراً: بالمثلثة وروى بالموحدة، قال في الأذكار (٢) ينبغي الجمع بينهما ظلما كثيرا كبيرا احتياطا للمحافظة على اللفظ الوارد، وتعقب بأنه لم يؤمر بالجمع بينهما إنما اختلفت ألفاظ الرواية فالأحسن أن يأتي بهذا تارة وبهذا تارة ليكون قد أتى باللفظ النبوي يقيناً (وإنه) أي الشأن. (لا يغفر الذنوب إلا أنت) لأنك الرب القادر على كل نفع تجلبه وكل ضر تدفعه (فاغفر لي مغفرة) نكرها للتعظيم لأنه لا يمحو الذنب الكبير إلا مغفرة واسعة عظيمة (من عندك) لأن الذي عنده لا يحيط به وصف واصف


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٣٨٢)، ومسلم (٢٦٩٧)، وابن ماجة (٣٨٤٥).
(٢) الأذكار (ص: ١٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>