للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إليه الطالب أو ممن يقدر على قهر المطلوب منه ونحو ذلك فإنها تقال على وجه الأمر، إما لما في ذلك من حاجة الطالب وإما لما فيه من نفع المطلوب، فأما إذا كانت من الفقير من كل وجه للغني من كل وجه فإنها سؤال محض بتذلل وافتقار وإظهار الحال ووصف الحاجة والاقتصار وهو سؤال بالحال وهو أبلغ من جهة العلم والبيان وذلك أظهر من جهة القصد والإرادة فلهذا كان غالب الدعاء من القسم الثاني؛ لأن الطالب السائل يتصور مطلوبه ومراده بتطلبه وسؤاله فهو سؤال بالمطابقة والقصد الأول ويصرح به اللفظ وإن لم يكن فيه وصف بحال السائل والمسئول فإن تضمن وصف حالهما كان أكمل من النوعين فإنه يتضمن الخبر والعلم المقتضي للسؤال والإجابة ويتضمن القصد والطلب الذي هو في نفس السؤال فيتضمن السؤال والمقتضي له والإجابة كحديث: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ... " إلى آخره، فإنه يتضمن ذلك فهذه أنواع ولكل نوع نكتة في بابه (حم م د ن (١) عن علي).

٦١٢٧ - "قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: حب العيش، والمال". (م هـ) عن أبي هريرة (صح) ".

(قلب الشيخ) هو من دخل سن الشيخوخة وهي خمسون أو إحدى وخمسون إلى آخر العمر (شاب) أي قلب شاب له نشاط الشباب ورغبته وهواه، وقال النووي: إنه مجاز والمراد أن قلب الشيخ كامل [٣/ ٢٠٨] الحب للمال محكتم كاحتكام قوة الشاب في شبابه. (على حب اثنتين: حب العيش) وهو الحياة هنا لأنه يأتي بمعنى الطعام. (والمال) لأن به طيب الحياة، والحديث إخبار في معنى التحذير من ذلك لأن من أحب الحياة والمال نسي المعاد


(١) أخرجه أحمد (١/ ١٥٤)، ومسلم (٢٧٢٥)، وأبو داود (٤٢٢٥)، والنسائي (٨/ ١٧٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>