قلت: لا ينقضه بل يرفعه ويشيد شأنه؛ لأن الخضر نظر إلى عالم الغيب وقتل الغلام، وموسى عليه السلام اعتبر عالم الشهادة وظاهر الشرع فأنكر عليه ذلك ولذلك لما اعتذر الخضر أمسك عنه.
قلت: لك أن تقول: هذا الغلام ولد على الفطرة لكن علم الله أنه يغيرها ويسعى في إضلال أبويه، فالخضر بإيماء أغلبي وإلا فقد يضل من غير إضلال أبويه كمن قد هلك أبواه قبل تكليفه ويحتمل أن المراد أنهما اللذان يخرجانه إلى دينهما ولا ينحصر الضلال فيه، ولنا رسالة في الكلام على الحديث. (ع طب هق)(١) عن الأسود بن سريع)، رمز المصنف لصحته، قال في اللسان: وهذا [٣/ ٢٤٦] له أسانيد جياد ومعناه في البخاري ومسلم.
٦٣٣٩ - "كل ميت يختم على عمله, إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله؛ فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، يؤمن من فتان القبر". (د ت ك) عن فضالة بن عبيد (حم) عن عقبة بن عامر (صح)".
(كل ميت) في أبي داود: "كل الميت" بالتعريف، قال أبو زرعة: الصواب التنكير لاقتضاء التعريف، استغراق أجزائه فيصير معناه يختم على كل جزء من أجزاء الميت وليس صحيحاً فالتعريف تحريف. (يختم على عمله) أي تطوى صحيفته فلا يكتب له عمل فيها بعد موته. (إلا الذي مات مرابطاً في سبيل الله) في الجهاد. (فإنه ينمو له عمله) ظاهره كل عمل صالح؛ لأن اسم الجنس المضاف من صيغ العموم ويحتمل جهاده لا غير. (إلى يوم القيامة) ولا يعارضه حديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث" لم ذكرناه مراراً. (يؤمن) بضم ففتح فتشديد. (من فتان القبر) قال عياض: رويناه للأكثر بضم
(١) أخرجه أبو يعلي (٩٤٢)، والطبراني في الكبير (١/ ٢٨٣) (٨٢٦)، والبيهقي في السنن (٦/ ٢٠٣) عن الأسود بن سريع، وأخرجه البخاري (١٣١٩)، ومسلم (٢٦٥٨) عن أبي هريرة بمعناه.