الحمد لله الذي عرفنا شمائل المختار، ورزقنا الاطلاع على ما جمعه منها الأئمة الأخيار حتى صرنا بمعرفة شمائله كأنا رأيناه عيانا وكأنما شرفنا بصحبته ومرافقته أزمانا فتارة نقول عند قراءتها (١):
يا عين إن بعد الحبيب وداره ... ونأت منازله وشط مزاره
فلك الهنا لقد ظفرت ببغية ... إن لم تريه فهذه آثاره
وتارة يأخذنا الطلب لما شملته من كل معنى شريف منها ونستجليه فنقول:
يا ألطف مرسل كريم ... ما ألطف هذه الشمائل
من يسمع لفظها تراه ... مثل الغصن مع النسيم مائل
والصلاة والسلام على من هذه صفات شمائله وعلى آله المتصفين بصفات فضائله .. وبعد:
فإن الحافظ السيوطي جعل الله الجنة مأواه وكافأه عن الأمة بإنالته في دار الكرامة ما يهواه جمع الشمائل النبوية في حرف الكاف وأتى منها في الجامع الصغير بما هو كاف شاف، وقد من الله وله الحمد بشرح الجزء الأول من الجامع والثاني والثالث وتوضيح ما من الله به من إبانة الألفاظ والمباني والمباحث وقد اشتمل هذا الجزء على أحاديث الشمائل النبوية والأخبار المفيدة كل صفة له - صلى الله عليه وسلم - رضية والشمائل في التحقيق كتاب مستقل فحسن افتتاحها بالخطبة تعظيما لسيد الرسل - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً.
(١) الأبيات منسوبة إلى علاء الدين بن سلام كما في "نفحة الرياحنة".