عن حلالها وحسابه وحرامها وعقابه فهو دفع له عن ضررها ولذا قال (كما يحمي أحدكم سقيمه الماء) فإنه إنما يمنعه صيانة له عن ضرر الماء فهو فيمن تفسده الدنيا ويبطره الغنى فلا ينافيه حديث: إن من أمتي من لا يصلحه إلا الغنى ونحوه (ت ك هب عن قتادة بن النعمان (١)) رمز المصنف لصحته وقال في الكبير عن الترمذي أنه (ص ١١٨) حسن غريب.
٣٥٥ - " إذا أحب الله عبدًا قذفَ حبه في قلوب الملائكة، وإذا أبغض الله عبدًا قذف بغضه في قلوب الملائكة ثم يقذفه في قلوب الآدميين (حل) عن أنس (ض) ".
(إذا أحب الله عبدًا قذف حبه) القذف بالقاف فذال معجمة هو الدفع بقوة {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ}[الأنبياء: ١٨]{إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ}[سبأ: ٤٨](في قلوب الملائكة) والمراد ألقاه في قلوبهم دفعة واحدة (وإذا أبغض عبدًا قذف بغضه في قلوب الملائكة) فيبغض في السماء أولاً إن أريد ملائكتها فقط أو في قلوب جميع الملائكة سكان السماء والأرض (ثم يقذفه) أي الحب والبغض وإن كان الضمير للأقرب إلا أنه تدل لعمومه أحاديث أخرى (في قلوب الأدميين) فلا يبغضه ولا يحبه أهل الأرض إلا وقد أبغضه أو أحبه أهل السماء وعلى الأول:
وإذا أحب الله يومًا عبده ... ألقى عليه محبة في الناس
والمراد أنهم يحبونه لا لعرض من أعراض الدنيا من قرابة أو صداقة أو رجاء خير أو دفع ضرّ بل يجدون محبته في القلب لا لسبب وعليه:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}[مريم: ٩٦] وكذلك البغض (حل
(١) أخرجه الترمذي (٢٠٣٦) والحاكم (٤/ ٢٠٧)، والبيهقي في الشعب (١٠٤٤٨) والطبراني في المعجم الكبير (١٩/ ١٢) (١٧) وابن حبان (٦٦٩) عن قتادة بن النعمان، وقال الترمذي: حسنٌ غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٨٢).