٧١٧٢ - "كان آخر ما تكلم به أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى: اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، لا يبقين دينان بأرض العرب" (هق) عن أبي عبيدة بن الجراح (صح) ".
(كان آخر ما تكلم به) مما يوصي به أمته وخلفاءه فلا ينافيه أن آخر كلامه "الرفيق الأعلى" ثم إنه آخره في ذكر أحوال العباد وأهل الكتابين فلا ينافيه ما قبله (أن قال: "قاتل الله اليهود والنصارى) لعنهم الله.
(اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) قال البيضاوي: لما كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لهم نهى أمته عن مثل فعلهم أما من اتخذ مسجداً لجوار الصالح أو صلى في مقبرة استظهاراً بروحه أو وصول أثر من عبادته لا لتعظيمه فلا حرج، ألا ترى أن قبر إسماعيل بالحطيم وذلك المحل أفضل للصلاة فيه، والنهي عن الصلاة في المقبرة يختص بالمنبوشة، انتهى.
قلت: هذا الكلام لا دليل عليه بل الأحاديث ناهية عن الصلاة في المقابر مطلقا بل ذلك كان أول عبادة الأصنام وقد بحثه ابن القيم في إغاثة اللهفان (١) بما لا مزيد عليه.
(لا يبقين دينان بأرض العرب) وفي لفظ: "بجزيرة العرب" وهو ظاهر في وجوب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب وعليه أئمة الإِسلام إلا الأقل، والشافعي وغيره خصوا ذلك بالحجاز وهي: مكة والمدينة واليمامة لحديث: "أخرجوهم من الحجاز" والحق أنه لا ينفي الأمر بإخراجهم من الجزيرة كلها، غايته أنه أفرد الأمر بالإخراج من الحجاز زيادة في تطهيره عنهم، وقال ابن جرير الطبري: يجب على الإِمام إخراج الكفار من كل مصر غلب عليه الإِسلام حيث لا ضرورة بالمسلمين، وإنما خص أرض العرب لأن الدين