(لله) مبتدأ (أقدر) خبره (عليك) يا أبا مسعود (منك) متعلق بأقدر مقدم على عليك في الأصل أي أقدر منك وعليك صفة لأقدر وعليه حال من كاف منك أي أقدر منك حال كونك قادراً عليه أو متعلق بمحذوف على سبيل البيان كأنه لما قيل: أقدر عليك منك، قيل: على من؟ قيل: عليه. ذكره الطيبي وضمير عليه عائد إلى مملوك أبي مسعود وذلك أنه - صلى الله عليه وسلم - انتهى إلى أبي مسعود فرآه يضرب غلامه وهو - صلى الله عليه وسلم - من خلفه فناداه وفيه قصة قدمناها في الجزء الأول، وفيه الحث على الرفق بالمماليك (حم، ت (١) عن أبي مسعود البدري) رمز المصنف لصحته، وفي الكبير عنه حم، ت، وقال الترمذي: حسن صحيح.
٧١٧٩ - "لأنا أشد عليكم خوفا من النعم مني من الذنوب ألا إن النعم التي لا تشكر هي الحتف القاضي. ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر بلاغا".
(لأنا) بفتح اللام جواب قسم مقدر، أو لام الابتداء وكذا في ما يأتي، وأنا ضمير المتكلم وهمزة أن مفتوحة على التقديرين، وهل الأرجح تقدير القسم أو الحكم بأنها لام ابتداء فلا تقدير الأرجح من حيث المعنى الأول لأنه يفيد تأكيد الحكم بالقسم وإن كان التقدير خلاف الأصل وهو المرجح للثاني، والتأكيد حاصل أيضاً في الثاني إلا إنه أبلغ في الأول (أشد عليكم خوفا من النعم مني) متعلق بأشد ومن النعم متعلق بخوفاً من الذنوب أي خوفي عليكم من إدرار الله للنعم أشد من خوفي عليكم من الذنوب التي ترتكبونها، والمراد: المخافة من التعذيب على النعم أشد من الخوف من التعذيب على الذنوب، أبان ذلك بالاستئناف بقوله:(ألا) كلمة تنبيه (إن النعم التي لا تشكر هي الحتف) الموت في عظم مصيبتها على الإنسان أو في كون الأعمال لا يعتد بها مع كفران النعم
(١) أخرجه الترمذي (١٩٤٨)، أحمد (٥/ ٢٧٤) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٠٣٤).