للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فكافر النعم كالميت لا عمل له، والحديث تحذير من كفران النعم وإعلام بأنه يخاف من عقوبتها أعظم مما يخاف من عقوبة الذنب وذلك أن الذنب قد يتوب منه العبد ويلحق النفس الانكسار من فعله وكافر النعمة لا يخطر بباله إثم كفران نعمة الله عليه فيكون مصرًّا على الذنب غير معتقد أنه ذنب.

إن قلت: كفران النعمة ذنب فكيف فضل على الذنوب.

قلنا: فضل لأنه ذنب خفي لا يتنبه له إلا الأقل فكأنه ليس منها أو أفرد عنها إفراد الخاص عن العام أو أوقع التفضيل على نفس النعم لأنها أسباب الكفران وهي غير الذنوب قطعاً وحينئذ فلا نقدر مضاف حذف في الكلام كما قدرناه (ابن عساكر عن المنكدر بن محمَّد بن المنكدر) المدني ثقة فاضل متأله عابد روي عن عائشة وجابر (١)، وعنه: مالك وعده بلاغاً، قال بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

٧١٨٠ - "لأنا من فتنة السراء أخوف عليكم من فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة البزار (حل هب) عن سعد (ض).

(لأنا من فتنة) هي الابتلاء والاختبار بالخير والشر كما قال تعالى: نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} [الأنبياء: ٣٥] وهي مصدر يحتمل أن المراد من فتنتكم بالسراء أو من فتنة: (السراء) إياكم [٤/ ٤] (أخوف) أشد خائفية أو مخوفية على الأقل (عليكم من فتنة الضراء) في أول وأريد بالسراء الخير والمال وغلتهم الأعداء ونحوه وبالضراء الحاجة والفقر ونحوه (إنكم ابتليتم بفتنة الضراء) الإضافة إلى الفاعل أو إلى المفعول في أول الإِسلام قبل أن يفتح الله عليكم الدنيا


(١) أخرجه ابن عساكر (٢٦/ ١٣٤) مرسلاً انظر فيض القدير (٥/ ٢٥٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٦٤٧)، أما المنكدر بن محمَّد بن المنكدر فقال ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (٣/ ١٤١): قال أحمد: كثير الخطأ وفي رواية عنه ثقة, وقال النسائي وأبو زرعة: ليس بالقوي، وقال يحيى: ليس بشيء، وقال الأزدي: لا يكتب حديث, وانظر لسان الميزان (٧/ ٤٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>