يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة (د) عن أنس (ح)".
(لأن أقعد مع قوم يذكرون الله) وأشرف الذكر تلاوة كتابه (من صلاة الغداة) من بعدها ويشمل من صلاها ولو في أثناء وقتها (حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل) قال البيضاوي (١): خص الأربعة لأن المفضل عليه مجموع أربعة أشياء: ذكر الله والقعود له والاجتماع عليه والاستمرار به إلى الطلوع أو الغروب وخص بني إسماعيل لشرفهم وإنافتهم على غيرهم ولقربهم منه ومزيد اهتمامه بحالهم وزاد أبو يعلى في روايته "دية كل رجل منهم إثنا عشر ألفاً" فالمراد إعتاقهم من القتل لا التحرير وفيه فضيلة القعود ذاكر مع قوم في ذلك الوقت فلو ذكر وحده هل يحرز هذا الأجر؟ (ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله) يحتمل أن المراد أقعد ذاكراً حذف لدلالة ما بعده عليه إذ ليس الفضيلة لمجرد القعود ويحتمل أن المراد مستمعا لذكرهم أو مترقباً لما ينزل عليهم من الرحمة وعليه حديث: "هم القوم لا يشقى بهم جليسهم" (من بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلى من أن أعتق أربعة) أي من (ولد إسماعيل) قال الشارح بعد أن صدر كلام المصنف برمته: إن الذي وقف عليه أربعة في أصول صحيحة المصابيح وغيرها.
قلت: وهو كذلك فيما رأيناه من نسخ الجامع أيضاً فلعل ما شرح عليه نسخة غير مقابلة على أصل صحيح، قال الطيبي: تكرر أربعة وأعادها ليدل على أنها غير الأربعة الأولى.
قلت: وهو إشارة إلى قاعدة معروفة ذكرها المغني وغيره وهي أغلبية، والحديث مأخوذ من قوله سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ