للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يريد لولا النهي عن أن يكون الإِمام مؤذنًا فإنه قد ورد نهي عن ذلك كما في "الجامع الكبير" (ك في التاريخ فر عن أنس (١)) رمز المصنف لضعفه لأن فيه محمد بن يعلى السلمي ضعفه الذهبي وغيره.

٣٦٦ - "إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ثم نم على خاتمتها، فإنها براءة من الشرك (حم دت ك هب) عن نوفل بن معاوية (ن) والبغوي، وابن قانع، والضياء عن جبلة بن حارثة (صح) ".

(إذا أخذت مضجعك من الليل) أي إذا أردت أو إذا اضطجعت (فاقرأ) في {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} هو أي السورة المسماة بهذه الجملة لا هذا اللفظ وحده كما يصرح به قوله (ثم نم على خاتمتها) أي اجعلها آخر أذكار المنام (فإنها براءة من الشرك) أنث الضمير؛ لأنه أراد بياأيها الكافرون السورة لا هذا اللفظ إما لأنه قد صار علمًا لها أو لأنه اقتصر عليه، والمراد به السورة للعلم بذلك، والمراد أنها تبري قائلها من الشرك لأنها اشتملت على نفي عبادة ما يعبده المشركون بأبلغ عبارة وأوفى تأكيد فإنه نفى عبادته لما يعبدونه بالجملة الفعلية المضارعية ليفيد الحال والاستقبال فقال: {لَا أَعْبُدُ} أي في الحال والاستقبال ثم نفاه بالجملة الاسمية لما عبدوه فيما مضى فقال: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ} كما نفى عبادتهم لما يعبده بالجملة الاسمية في الطرفين ما يعبدونه في الحال والاستقبال وفي هذه السورة مباحث شريفة ذكرها الإِمام ابن قيم الجوزية في كتابه "بدائع الفوائد" (٢) ولما كان النوم أخًا للموت حسن النوم على أكمل براءة من الشرك


(١) أخرجه الحاكم في تاريخه كما في الكنز (٢٠٨٩٢)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، وأخرجه الديلمي في الفردوس (١٢٦٥) عن ابن عمر وأنس وفي إسناده محمد بن يعلى السلمي متروك، انظر الميزان (٦/ ٣٧٣ - ٣٧٤)، وكذلك عمر بن صبح يضع الحديث، وزيد العمي ضعيف، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٠٦) وفي السلسلة الضعيفة (٣/ ٢٢).
(٢) بدائع الفوائد (١/ ١٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>