للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد ولا تكون في سيده , يقسمها الله لمن أراد به السعادة: صدق الحديث، وصدق العباس، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وحفظ الأمانة، وصلة الرحم، والتذمم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء. الحكيم (هب) عن عائشة".

(مكارم الأخلاق عشرة) أي أمهاتها. (تكون في الرجل ولا تكون في ابنه) لأنها ليست مما يتوارث بل هبة من الله. (وتكون في الابن ولا تكون في الأب، وتكون في العبد) فلا يتوهم أنها تختص بالأحرار. (ولا تكون في سيده , يقسمها الله لمن أراد به السعادة) في الدارين فإنها سبب لذلك، أولها: (صدق الحديث) لأن الكذب يجانب الإيمان فلا يكون الكذاب مؤتمن على شيء. (وصدق البأس) الشدة على العدو لأنه دليل الثقة بالله. (وإعطاء السائل) على أي حال من الأحوال إذ هو دليل الرحمة. (والمكافأة على الصنائع) لأنه من الشكر ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله (وحفظ الأمانة) لأنه من الوفاء. (وصلة الرحم) لأنها من العطف. (والتذمم للجار) بالذال المعجمة قبلها فوقانية مثناة: أي حفظ ذمامه وهو حرمته. (والتذمم للصاحب) أعم من الجار (وإقراء الضيف) لأنه من السخاء. فهذه مكارم الأخلاق الظاهرة وهي ناشئة من مكارم الأخلاق الباطنة، والعاشرة: (رأسهن الحياء) لأنه الذي يدعو إلى هذه الأخلاق وأضعافها ولذا ورد أن "الحياء خير كله" (١) أي خصاله الناشئة عنه كلها خير، (و) هذا حث للعبد على التخلق بهذه الأخلاق وإن كانت قسمة من الله إلا أن العبد إذا علم الله فيه محبة الإقبال عليها رزقه إياها. (الحكيم هب (٢) عن


(١) أخرجه مسلم (٣٧) من حديث عمران بن حصين.
(٢) أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (٢/ ٣١١)، والبيهقي في الشعب (٧٧٢٠)، وانظر المجروحين لابن حبان (٣/ ٨١)، والعلل المتناهية لابن الجوزي (٢/ ٧٢٨)، وضعفه الألباني في=

<<  <  ج: ص:  >  >>