للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجملة إبانة بعظمة ما يأتي بعدها ولعظمة الحكم حيث هو من عند الرب تعالى. (لا من) عند. (رسوله) وهو دليل على اجتهاده في بعض الأحكام وهذا نظير قوله في الزكاة أن الله تعالى تولى قسمتها بين أصنافها الثمانية بنفسه لم يكله إلى نبي مرسل ولا ملك مقرب، والذي من الله تعالى قوله: (لعن الله قاطع السدر) وهو شجر معروف، قيل: أراد السدر الذي نستظل به في الطريق لأنه بقطعه يؤدي المؤمنين إذ لا يجدون لهم ظلا، وقيل: أراد سدر مكة، وقيل: المدينة لأنه لا يقطع شجرها، وقيل: إنه منسوخ، وقيل: إن هذا إخبار بوقوع اللعنة من الله على القاطع لأنه دعاء منه - صلى الله عليه وسلم - كما في غيره من الأحاديث التي مرت وذكرنا فيها الاحتمالين. (طب هق (١) عن معاوية بن حيدة) سكت المصنف عليه، وقال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني: فيه يحيى بن الحارث قال العقيلي: لا يصح حديثه يعني هذا الحديث انتهى، وقال الذهبي بعد ما عزاه البيهقي: ضعيف جداً وفي معناه أحاديث أخر كلها ضعيفة إلا خبر جريج كذا قال الشارح.

٨١٩٤ - "من البر أن تصل صديق أبيك. (طس) عن أنس (ح) ".

(من البر) بأبيك. (أن تصل صديق أبيك) في حياة الأب وأما بعد مماته فقد تقدم أنه "أبر البر" (٢) وأبر البر: أحسنه وأفضله، والبر بصديق الأب بعد وفاة الأب أفضل البر لأنه يدل على رعاية الأبناء لحق الآباء بعد وفاتهم وأما في حياتهم فقد يكون لا عن كمال رعاية الأب بل ليذكره صديق الأب لأبيه ونحو ذلك من الأغراض. (طس (٣) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي:


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (١٩/ ٤٢٠) رقم (١٠١٦)، والبيهقي في السنن (٦/ ١٤١)، وانظر العلل المتناهية (٢/ ٦٥٦)، والمجمع (٤/ ٦٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٥٩٠٩)، والصحيحة (٦١٥).
(٢) جزء من حديث أخرجه مسلم (٢٥٥٢) من حديث ابن عمر.
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٣٠٣)، والعقيلي في الضعفاء (٢/ ٣٢٧)، وصححه الألباني في =

<<  <  ج: ص:  >  >>