للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(من دل غيره على خير فله مثل أجر فاعله) من دون أن ينقص من أجره كما سلف في غيره وظاهره أنه دعا إليه وعمل به المدعو إليه لا لو لم يعمل لقوله: فاعله ويحتمل أنه خرج على الأغلب وأن الدال له الأجر على الدلالة مطلقا ويحتمل أن الأجر مع عمل المدعو إليه أكثر ومع عدمه أقل وفيه حث على نشر العلم وتعليم العباد والدعاء لهم إلى كل خير (حم م د ت (١) عن ابن مسعود) قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستحمله فقال: ما عندي، فقال: رجل أنا أدله على من يحمله فذكره.

٨٦٥٢ - "من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقًّا على الله أن يقيه من النار. (حم طب) عن أسماء بنت يزيد (ح) ".

(من ذب عن عرض أخيه بالغيبة) أي في غيبته عن المقام ورد على من اغتابه كاذبًا كان أو صادقًا في ما غابه به فإنه يجب رد الغيبة مطلقًا (كان حقًّا على الله أن يقيه من النار) لأنه وقي عرض أخيه من الذم والواجب على سامع الغيبة أن يذب عن عرض أخيه بلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وعليه فراق المقام لأنه مقام منكر، قال الغزالي: ولا يكفي أن يشير إليه بيده أن اسكت ولا بلسانه ولا بحاجبه أو رأسه أو غير ذلك فإنه احتقار المذكور بل يلزمه الذب عنه صريحا كما دلت عليه الأخبار.

قلت: وهذا من أشد التكاليف على العبد ولا يقوم به أحد وليس له سلامة إلا باعتزال الناس ومجالسهم.

(حم طب (٢) عن أسماء بنت يزيد) رمز المصنف لحسنه، وقال المنذري:


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١٢٠)، ومسلم (١٨٩٣)، وأبو داود (٥١٢٩)، والترمذي (٢٦٧١) جميعهم عن أبي مسعود الأنصاري.
(٢) أخرجه أحمد (٦/ ٤٦١)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٧٦) رقم (٤٤٣)، وانظر المجمع (٨/ ٩٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>