للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

انكسارًا وضعفًا؛ ولذا سميت أول شيبة راوعة لأنها تروع من نزلت به وتفزعه لإبدائها بقرب الرحيل ولذا قيل:

وما شنآن الشبيب من أجل لونه ... ولكنه داع إلى الموت مسرع

ومن هنا قيل: يحرم نتف الشيب، وقيل: يكره؛ لأنه أطفأ للنور. (ت ن (١) عن كعب بن مرة) قال: رأى الحجام شيبة في لحية النبي - صلى الله عليه وسلم - فأهوى ليأخذها فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - يده فذكره، رمز المصنف لحسنه، قال الترمذي: حسن صحيح.

٨٧٤٥ - "من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نورًا ما لم يغيرها. الحاكم في الكنى عن أم سليم (ح) ".

(من شاب شيبة في الإِسلام كانت له نورًا) يوم القيامة. (ما لم يغيرها) بالخضاب أو بالادهان لما عند أحمد "ما لم يخضبها" (٢) أو ينتفها وهذا يقيد الحديث الأول والتعبير مخصوص بأن يكون بالسواد لورود الأمر بتغيير الشيب بغير السواد كما في حديث: "اخضبوا لحاكم فإن الملائكة تستبشر بخضاب المؤمن" (٣) أخرجه ابن عدي عن ابن عباس وتقدَّم وقد أخرج أبو الشيخ: "من شاب [٤/ ٢٥٥] شيبة في الإِسلام كانت له نورًا تضيء بين السماء والأرض إلى يوم القيامة" (٤) فظاهره أنه نور في الدنيا وهو شامل للشيب أي شعر في الإنسان ليس خاصًّا باللحى كما يفيده ذكر الخضاب ولا بالرجال بل والنساء كذلك (الحاكم (٥) في الكنى عن أم سليم) بنت ملحان الأنصارية اسمها سهيلة


(١) أخرجه الترمذي (١٦٣٤)، والنسائي (٦/ ٢٦)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٣٠٧)، والصحيحة (٢٦٨١).
(٢) رواه أحمد بلفظ: "لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم ... " (٢/ ١٧٩).
(٣) رواه ابن عدي في الكامل (٣/ ٣٦٨).
(٤) أخرجه ابن أبي عاصم في الجهاد (٦٨).
(٥) أورده الحاكم في الكنى كما في الكنز (١٧٣٣٤)، والمناوي في فيض القدير (٦/ ١٥٧)، وانظر =

<<  <  ج: ص:  >  >>