للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الميزان تفرَّد به سعيد بن خالد الخزاعي (١)، وقد ضعفه أبو زرعة وغيره.

٩١٤٤ - "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف: إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ. ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، (هب) عن ابن عمر".

(المؤمنون هينون لينون) بالتخفيف فيهما، قال ابن العربي تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم، وقيل: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت، والمراد بهما ما سلف قريبًا في المفرد في ما قبل هذا بثلاثة أحاديث. (كالجمل الأنف) بفتح الهمزة وكسر النون أي المأنوف: وهو الذي عقر الجساس أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، يقال أنف البعير: إذا اشتكى أنفه من ألم البرة فهو أنف بالقصر وروي بالمد. قال الزمخشري (٢): والأول الصحيح، وقال في شرح المصابيح: المد خطأ، وقد بين الحديث وجه الشبه بقوله: (إن قيد انقاد) أي ينقاد لكل قائد من صغير وكبير ولذا غيرت صيغته. (وإذا أنيخ) طلبت منه الإناخة. (على صخرة استناخ) طاوع من أناخه؛ كذلك المؤمن ينقاد في سبيل الخير لكل قائد ويقعد للخير عند كل قاعد، لا يأنف من الخير حيث وجد ولا يأبى من القعود لحوائج العباد حيث أقعد مع صيانته للدين ومحافظته على الحسوبة عند المعاصي التي لا تكون في المؤمن عندها. (ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، هب (٣) عن ابن عمر)، وتعقَّبه مخرجه بأن المرسل أصح انتهى، وذلك لأن في المسند عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رواد (٤) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، وقال الجنيد: لا يساوي فلسًا،


(١) انظر الميزان (٣/ ١٩٥).
(٢) الفائق (١/ ٦٢).
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٣٨٧) عن مكحول مرسلًا، وأخرجه البيهقي في الشعب (٨١٢٩)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٦٦٦٩).
(٤) انظر المغني (١/ ٣٤٥)، وضعفاء العقيلي (٢/ ٢٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>